10:45 م
الأحد 10 أغسطس 2025
كتب – مختار صالح:
يقع كهف متحف القائد الألماني إرفين روميل، الملقب بـ”ثعلب الصحراء”، على شبه جزيرة روميل شمال مدينة مرسى مطروح، بالقرب من الشاطئ الشهير الذي يحمل اسمه، ويُعتبر من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المحافظة، حيث يقصده الزوار من المصريين والسياح الأجانب على حد سواء.
– الكهف.. تجويف طبيعي ذو تاريخ عميق
يتشكل الكهف من تجويف طبيعي في صخور جبلية على شكل حدوة حصان، ويحتوي على مدخل ومخرج عند طرفيه في الاتجاه الجنوبي يطلان مباشرة على خليج مرسى مطروح. استخدم الرومان هذا الكهف قديماً لتخزين الغلال، قبل أن يتحول لاحقًا إلى مقر قيادة القائد الألماني إرفين روميل خلال الحرب العالمية الثانية.
– من مقر قيادة إلى متحف تاريخي
في عام 1997، تحوّل الكهف إلى متحف يعرض مقتنيات روميل العسكرية والشخصية، بعد أن أهدى مانفيلد روميل، ابن القائد، للحكومة المصرية مجموعة فريدة من متعلقات والده، منها المعطف الجلدي الخاص به، البوصلة، خرائط مكتوبة بخط يده، وأدوات حربية توثق العمليات العسكرية في شمال أفريقيا. إضافة إلى ذلك، تم تزويد المتحف في عام 1991 بمجموعة من الأسلحة الصغيرة وخرائط معركة “الغزالة” التي تعد من المعارك الحاسمة في الحرب العالمية الثانية.
– موقع استراتيجي وسرّي
اختير الكهف لموقعه الاستراتيجي الفريد المطل على البحر، مما جعله مخبأً سريًا لروميل، حيث مكنه من مراقبة تحركات القوات المعادية بسهولة تامة، وتعزيز قدرته على إدارة معارك المحور في شمال أفريقيا.
– محتويات المتحف وأهميتها التاريخية
يضم المتحف مجموعة غنية من المقتنيات الشخصية لروميل، مثل الخرائط الأصلية للمعارك، والملابس العسكرية، والصور الفوتوغرافية التي توثق نشاطاته. كما يحتوي على أسلحة وأدوات مكتبية ومراسلات وتقارير عسكرية، مما يجعله شاهداً حياً على دور مطروح في أحداث الحرب العالمية الثانية.
– ترميم وتجديد المتحف
جرى ترميم الكهف وتحويله إلى متحف عام 1987 بهدف تخليد ذكرى الحرب العالمية الثانية ودور شمال أفريقيا في الصراع. لكن، بسبب ظهور تصدعات وشقوق في الكهف، أُغلق المتحف في 2010 لاستكمال أعمال الترميم، والتي استمرت لمدة 7 سنوات على نفقة محافظة مطروح وبإشراف وزارة الآثار. تم افتتاح المتحف من جديد في 25 أغسطس 2017 بحضور وزير الآثار ومحافظ مطروح، مع تطوير شامل للعرض المتحفي.
– جذب سياحي وتعليمي بارز
يُعد متحف روميل اليوم وجهة سياحية وتعليمية مهمة، حيث يستقطب المواطنين والزوار من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الطلاب والرحلات العلمية.
ويُبرز المتحف أهمية محافظة مطروح كمنطقة استراتيجية عبر التاريخ، ويُسهم في تعزيز السياحة الثقافية والأثرية في مصر.
