02:24 م
الإثنين 03 مارس 2025
كتبت- سلمى سمير:
علّق موقع “أكسيوس” الأمريكي على اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والذي شهد واحدة من أكثر المواجهات العلنية حدة في العلاقات الدولية الحديثة. وأشار الموقع إلى أن المشادات التي وقعت لم تكن مفاجئة، بل كانت نتيجة تراكم سلسلة من الأخطاء، سواء من جانب زيلينسكي أو فريق ترامب، ما أدى إلى تفاقم التوترات بين الطرفين.
بحسب “أكسيوس”، فإن التوتر بين ترامب وزيلينسكي لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة “ثلاث ضربات” أدت إلى فقدان زيلينسكي الحظوة لدى الإدارة الأمريكية.
جاء الخطأ الأول في 15 فبراير، عندما انتقد زيلينسكي علنًا صفقةً أمريكية مقترحة تتعلق بحقوق التعدين في أوكرانيا، على الرغم من أنه ناقشها قبل يوم واحد فقط في ميونيخ مع السيناتور جي دي فانس ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث اعتبر فريق ترامب هذا التصرف خيانةً للاتفاقات غير الرسمية التي تمت خلف الأبواب المغلقة.
أما الخطأ الثاني جاء يوم اللقاء، حيث وصل زيلينسكي إلى البيت الأبيض بدون بدلة رسمية، مخالفًا للبروتوكول الرسمي. وارتدى الرئيس الأوكراني قميصًا رياضيًا أسود ضيقًا بثلاثة أزرار، وهو ما اعتُبر في دوائر البيت الأبيض تصرفًا غير لائق. وعند دخوله، علق ترامب ساخرًا: “واو، لقد ارتديت ملابس رسمية اليوم!”، في إشارة إلى استيائه من عدم التزام زيلينسكي بالمظهر الرسمي.
زاد الأمر إحراجًا الصحفي المحافظ براين جلين، المقرب من إدارة ترامب، حين سأل زيلينسكي مباشرةً: “لماذا لا ترتدي بدلة؟ هل تملك واحدة؟”، ما دفع جي دي فانس للضحك بصوت عال، وهو ما عليه زيلينسكي قائلاً: “سأرتدي بدلة بعد انتهاء الحرب… ربما مثل بدلتك، وربما شيء أفضل أو أرخص”.
والخطأ الثالث والأكثر تأثيرًا بحسب “أكسيوس” وقع خلال الاجتماع نفسه، عندما اختلف زيلينسكي علنًا مع فانس، الذي اتهمه بمحاولة “التلاعب الإعلامي” بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

شدد فانس على أن زيلينسكي لم يُظهر ما يكفي من الامتنان للولايات المتحدة، لا سيما لترامب الذي يرى نفسه وسيطًا في إحلال السلام. وعندما رد زيلينسكي على فانس، تصاعد التوتر لدرجة دفعت ترامب إلى إنهاء الاجتماع بعد 50 دقيقة فقط، وقام فعليًا بإخراج زيلينسكي من البيت الأبيض.
أوضح التقرير أن الأزمة لم تكن فقط حول هذه الأخطاء، بل تعكس نهج ترامب في السياسة الخارجية، حيث يرى العلاقات الدولية كمفاوضات بين القوى الكبرى والشخصيات القوية. ومن هذا المنطلق، ينظر ترامب إلى بوتين كشريك في اللعبة السياسية العالمية، بينما يعتبر زيلينسكي مجرد زعيم لدولة صغيرة تعتمد على الدعم الأمريكي.
وفي موقف يعكس هذه الرؤية، قال ترامب لزيلينسكي خلال الاجتماع: “أنت تلعب الورق، أنت تقامر بحياة الملايين من الناس.” فرد زيلينسكي بحدة: “أنا لا ألعب الورق، أنا جاد جدًا.”
