06:09 م


الجمعة 18 يوليه 2025

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

أطلقت مكتبة الإسكندرية، ضمن فعاليات الدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، النسخة المترجمة بلغة الإشارة من سلسلة الأفلام الوثائقية “عارف.. أصلك مستقبلك”، في خطوة تعكس التزامها بالمسؤولية المجتمعية وتكريس حق المعرفة لجميع فئات المجتمع، لاسيما ذوي الهمم.

جاء الإعلان خلال فعالية خاصة، اليوم الجمعة، شهدت حضور الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، والأستاذة أميرة صديق، مدير مشروع بالمركز، إلى جانب الأستاذ أحمد فتحي، مؤسس مبادرة “كلمني إشارة”. كما شارك في الحدث عدد من طلاب مدارس الأمل للصم وجناكليس وجمال الدين الأفغاني، وخبراء في التربية الخاصة ولغة الإشارة، من بينهم الدكتور محمود شحاتة.

وتحولت الفعالية إلى منصة حوارية تفاعلية، حيث شارك الطلاب الصم وضعاف السمع بآرائهم وتوصياتهم حول موضوعات يرغبون في استكشافها مستقبلاً، مؤكدين شغفهم بالمعرفة واهتمامهم بالتراث.

وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن سليمان أن المبادرة تجسد إيمان مكتبة الإسكندرية بأن الثقافة والتعلم حق للجميع، مشددًا على أن “معرفة الأصل هي البوصلة التي تنير الحاضر وتستشرف المستقبل”. وأضاف أن تقديم سلسلة “عارف” بلغة الإشارة يهدف إلى إيصال رسالة الثقافة المصرية إلى كل فرد بلغة يفهمها ويتفاعل معها.

من جهتها، استعرضت الأستاذة أميرة صديق المنصة الرقمية للسلسلة، التي أنتجها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي (CULTNAT)، مشيرة إلى أن الأفلام تأخذ المشاهد في رحلة عبر التاريخ المصري، من الألعاب التشاركية في مصر القديمة إلى الرحلات التجارية مع بلاد بونت، مرورًا بالإسكندرية كعاصمة ثقافية، وانتهاءً بقصص من التراث الطبيعي مثل رحلة الزرافة التي أهداها محمد علي باشا إلى أوروبا.

بدوره، شدد الأستاذ أحمد فتحي على أن لغة الإشارة تمثل أكثر من مجرد ترجمة، بل هي جسر ثقافي وهوية مستقلة، مؤكدًا أن المشروع يأتي استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية بشأن تعزيز الإتاحة لذوي الهمم، وتمكينهم من الوصول إلى المحتوى التراثي والثقافي.

وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لجهود مكتبة الإسكندرية في توفير المعرفة للجميع، إذ تأتي نسخة لغة الإشارة بعد توفر السلسلة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، لتفتح أبواب التراث المصري أمام مجتمع الصم وضعاف السمع، وتؤكد على حقهم في الوصول إلى ثقافتهم وهويتهم.

شاركها.