03:28 م


الثلاثاء 26 أغسطس 2025

الشرقية – ياسمين عزت:

منذ أكثر من 60 عامًا، بدأ الجد محمد مصطفى العزوني في شوارع أبو كبير بمحافظة الشرقية بيع فطيرة السكر، ليكمل من بعده الابن، ثم الحفيد مسيرة كفاح لم تنقطع، تحولت خلالها الفطيرة من مجرد لقمة عيش بسيطة إلى صناعة يقتات منها بيت كامل.

أحمد العزوني شاب من أبناء مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، قال لـ “مصراوي”، إنه تخرج في كلية التجارة جامعة الزقازيق بتقدير جيد، وكان أمامه المجال فسيحا للعمل في مجال دراسته لكنه فضل العمل بحرقة جده ووالده.

وأشار إلى أن والده ناصر العزوني، 67 عامًا، موظف بالمعاش وكان يعمل في مجلس المدينة التابع لديوان المحافظة، ورث المهنة من والده الذي لم يعرف غيرها، موضحا: “والدي قال اتعلمها من من جدي، كانت أكل عيش وفاتح بيته بيها، وكان ينزل الفجر يشتغل شوية قبل ما يروح شغله في الحكومة، وبعد ما يرجع يتغدى ويبدأ شغل الفطير”.. واخدني معاه وكنت طفل العب حواليه لكن شربت الصنعة من حبي فيها.

تعلق الابن أحمد العزوني، صاحب الـ29 عامًا، بالمهنة منذ صغره، مصيفا:”كنت بلعب مع والدي وهو بيبيع الفطير، ومع الوقت حبيتها، وبدأت اشتغل فيها بجد وأنا عندي 17 سنة، وأنا خريج تجارة، لكن والدي سلّمني العربية وقال لي دي أكل عيشنا وافتح بيتي بيها، ومن يومها مكمل.”

الفطير عند “أحمد” له وصفة خاصة:” سمسم مطحون، زبدة، عجينة من الدقيق والمياه والملح والزيت، ولكن أحمد أدخل نظامًا مختلفًا على البيع”،مضيفا: “أنا بجهز الفطير من الضهر، أعجبه وأخليه جاهز، وبنزل المغرب أبيع لحد الساعة واحدة بالليل. الحمد لله، ساترة معايا ومطلوبة طول السنة، بس في الشتاء الإقبال أكثر لأنها بتدفي وسعرها مناسب لكل الفئات”.

هكذا أصبحت فطيرة السكر علامة مميزة في شوارع أبو كبير، تحمل معها حكاية ثلاثة أجيال كافحوا بالحرفة نفسها، وفتحوا بيوتهم ببركة لقمة بسيطة ما زالت تجمع الناس على طعمها الحلو ورائحتها الدافئة.

شاركها.