06:14 م
الأحد 14 سبتمبر 2025
الأقصر – محمد محروس:
في صحراء تمتد بلا نهاية، حيث يختلط صفير الرياح بصوت محركات السيارات المسرعة، انفجرت واحدة من أغرب الوقائع التي حبست أنفاس الأهالي في الأقصر خلال الساعات الماضية، لم يكن أحد يتخيل أن شوالًا ضخمًا محمّلًا بـ2.5 مليون جنيه سيحوّل الطريق الصحراوي الغربي إلى ساحة صراع مفتوح بين ثلاث سيارات وركابها، قبل أن تتدخل الشرطة وتكشف اللغز الذي حيّر الجميع.
– بداية القصة.. “مشاجرة عابرة”
المقدم محمود قاسم، ضابط مرور الأقصر، تلقى بلاغًا عن مشاجرة على جانب الطريق المؤدي إلى أسوان. بدأ الأمر في البداية مألوفًا: نزاع بين سائقين، ربما بسبب تجاوز أو حادث بسيط. لكن حين وصل، فوجئ بمشهد استثنائي: ثلاث سيارات متوقفة باضطراب، وأشخاص يتبادلون الضربات والشتائم وسط غبار الطريق.
وقف المارة في حيرة من أمرهم: “هل هي مشاجرة مرورية؟ أم خصومة قديمة انفجرت صدفة في الصحراء؟”
– المفاجأة الكبرى: “شوال مشبوه”
بين الصياح والتدافع، لفت نظر الضابط شوال ضخم ملفوف بعناية في إحدى السيارات. الغريب أن كل المتشاجرين حاولوا جاهدين صرف الأنظار عنه، كأنهم يخفون كنزًا. الشك ازداد، فأمر بفتحه على الفور.
وما إن انكشف الغطاء، حتى بدت الأوراق النقدية متراصة بعناية: “2.5 مليون جنيه نقدًا”، مشهد صادم جعل الجميع يتجمد في مكانه.
– “فلوسي.. لا دي فلوسنا”
التحقيقات الأولية أوضحت أن الخلاف لم يكن حول حادث سير، بل حول ملكية الأموال. كل طرف ادعى أنها تخصه، ورفض التخلي عنها. تطور النقاش سريعًا من كلمات غاضبة إلى عراك بالأيدي أمام عيون الضابط والمارة.
الأموال صودرت على الفور، والسيارات الثلاث تم التحفظ عليها، بينما جرى اقتياد السائقين والمتهمين إلى القسم للتحقيق.
– الأقصر تترقب.. و”الشوال” حديث المقاهي
في مدينة الأقصر، من المقاهي الشعبية إلى الجلسات العائلية، لا صوت يعلو على قصة “شوال الملايين”. البعض يصفه بـ”الكنز الضائع”، وآخرون يرونه “دليلًا على عصابات خفية تتحرك في الصحراء”.
وبين تلك التكهنات، تبقى الحقيقة المؤكدة أن القضية تحولت إلى رأي عام ينتظر كلمة الفصل من النيابة.
