01:32 م


الأحد 24 أغسطس 2025

المنوفية- أحمد الباهي:

بدلوٍ مملوء بالمياه بدأ أيمن مزيد، 56 عامًا، في نَثر الأرضية أمام فرشته البسيطة بحري السكة الحديد بمدينة الباجور في محافظة المنوفية ظهرًا، يرش الطريق كأنه يفتح باب الموسم الذي عاش معه عمره كله أيمن، بائع “حلاوة المولد” منذ ثلاثين عامًا، عرفه الناس بفرشته التي تفوح منها رائحة الحمصية والفولية والسمسمية والملبن والجوزية، جنبًا إلى جنب مع العرائس والحصان السكر، تلك الأشكال التي لا يكتمل المولد من دونها.

يقول “مزيد” لموقع مصراوي، إنه أب لولدين، لم يعرف طريق الوظيفة الحكومية قط، بل عاش حياته في أعمال حرة متعددة، أبرزها بيع المجمدات، غير أن موسم المولد ظل دائمًا علامة ثابتة في رزقه وذاكرته، اليوم يعرض الكيلو بسعر يتراوح بين 120 و150 جنيهًا، يقول إنه يقصد به أن يكون “سعر يسير” يقدر عليه الأهالي.

وأشار إلى حبه الغامر لتلك المهنة وارتباطها بمناسبة دينية عظيمة لأشرف الخلق سيدنا محمد، ورغم علمه وحصوله على بكالوريوس التجارة بداية التسعينات من جامعة المنوفية، إلا أنه يفتخر بتواجده في الشارع 30 سنة يبيع الحلوى للناس.

وتابع: “كتير من أخواتنا المسيحيين متعودين يشتروا مني الحلاوة بجميع أصنافها كل عام، وينتظرون المناسبة بفارغ الصبر لتناول شتى الأنواع، ودايمًا بيفرحوا معانا في مناسباتنا، مُشاركينا الفرحة”.

أضاف أن ظروفه الصحية ربما ستقطع علاقته بحلوى المولد النبوي بنهاية هذا العام، فلم يعد يتحمل الوقوف، ولا متابعة عمله بذات الحماس بعدما خانه جسده في إتمام كل أموره، مُقررًا اعتزال المهنة التي أحبها طول عمره.

وفجأة انهمرت الدموع من أعين الرجل، وأكمل قائلاً: “حاسس أن ربنا بعتكم لي النهاردة تكتبوا عني عشان يكرمني في نهاية شغلي، ولولا ظروف صحتي كنت كملت، لكن سنة الحياة قدر ومكتوب”.

شاركها.
Exit mobile version