02:16 م


السبت 16 أغسطس 2025

القاهرة- مصراوي:

في الساعات الأولى من صباح السبت، عقب القمة التي عقدت في ألاسكا بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة، سارعت موسكو إلى الترويج للاجتماع باعتباره انتصارًا لروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأعلن دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق، أنه عقب الاجتماع الذي عُقد في ألاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، تم استعادة “آلية كاملة للاجتماعات” بين روسيا والولايات المتحدة على أعلى مستوى.

وقال ميدفيديف إن بوتين عرض على ترامب شخصيًا وبالتفصيل شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن الاجتماع أثبت إمكانية المفاوضات دون شروط مسبقة، في حين تستمر العملية العسكرية الخاصة كما يسميها الكرملين.

وأضاف ميدفيديف أن كلا الجانبين يحملان المسؤولية المباشرة لتحقيق نتائج مستقبلية في المفاوضات لإنهاء الأعمال العدائية، مع الإشارة إلى دور كييف وأوروبا في ذلك.

من جانبها، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على أن روسيا لم تعد في عزلة، معتبرة أن تغطية الإعلام الغربي للسجادة الحمراء التي فُرشت لاستقبال بوتين في الولايات المتحدة تظهر “تغيرًا كاملًا في الصورة النمطية عن روسيا”.

بدوره قال أندريه كليشاس، عضو البرلمان البارز عن حزب “روسيا المتحدة” الذي يتزعمه الرئيس فلاديمير بوتين: “الاجتماع في ألاسكا أكد رغبة روسيا في السلام الدائم والعادل”.

ووصف القمة بأنها بمثابة انقلاب بالنسبة لروسيا وخسارة لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، الذين كانوا يدفعون باتجاه وقف إطلاق النار غير المشروط.

وأشار كليشاس، مستخدمًا اختصار “العملية العسكرية الخاصة” وهو المصطلح الذي يعتمد عليه الكرملين لوصف الحرب، إلى أن “مهام منظمة العمليات العسكرية الخاصة ستُنجز إما بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية”.

وأضاف: “إن بناء هيكل جديد للأمن الأوروبي والدولي مدرج على جدول الأعمال، ويجب على الجميع قبوله”.

أبرز ما حدث في قمة ألاسكا بين بوتين وترامب (1)

ورغم أن بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصفا المحادثات بأنها مثمرة، لم تسفر القمة التي طال انتظارها يوم الجمعة في أنكوريج عن اتفاق لإنهاء أو إيقاف الصراع الذي دخل عامه الرابع.

استمر لقاء الزعيمين نحو ثلاث ساعات تقريبًا، قبل الظهور الإعلامي القصير وركوب كل منهما لطائرة مستقلة للعودة إلى بلده.

كما أبرزت نشرة الأخبار الصباحية على القناة الأولى الروسية يوم السبت الاحتفالات المحيطة بالقمة ومكانتها العالمية، والترحيب الحار الذي حظي به بوتين، الذي تم نبذه من قبل الزعماء الغربيين منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في 2022.

وذكرت النشرة أن “السجادة الحمراء والمصافحات واللقطات والصور التي تظهر في كل المطبوعات العالمية وقنوات التلفزيون” أبرزت المرة الأولى التي يلتقي فيها ترامب بزعيم زائر من طائرته في المطار.

من جانبه، كتب كونستانتين كوساتشيوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، على تيليجرام: “حقيقة الاجتماع في ألاسكا، ونبرته، ونتائجه تمثل نجاحًا كبيرًا ومشتركًا لكلا الرئيسين، حيث قدم كل منهما مساهمة شخصية هائلة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في هذا الوقت”.

لكن المعلقين الآخرين كانوا أكثر حدة. ففي مقال لموقع “وار غونزو”، قناة مؤيدة للحرب على تلغرام تضم أكثر من 800 ألف مشترك، أشاد أحد المدونين بتصريحات بوتين ووصفها بأنها “قوية للغاية”، لكنه أضاف أن الاجتماع لم يسفر عن أي نتائج ملموسة سوى وقوعه ذاته.

وكتب المدون “أولد ماينر”: “ماذا سيحدث لاحقًا؟ إذا استؤنفت ضرباتنا على أهداف النظام الأوكراني، فسيكون لدى ترامب سبب ليعلن مجددًا أن بوتين هراء، ولفرض عقوبات وعرقلة عملية التفاوض التي بدأت. ومن ناحية أخرى، هل ينبغي لروسيا أن توقف عمليتها العسكرية الخاصة بسبب محادثات لا تنتهي؟”

شاركها.