05:06 م


السبت 24 مايو 2025

كتبت- سهر عبد الرحيم:

بعد ساعات من تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الحرب في 2022، شنت موسكو هجومًا جويًا واسع النطاق استهدف العاصمة الأوكرانية كييف ليل الجمعة/السبت؛ ما أثار موجة من الانتقادات الدولية، وشكوكًا حول نوايا روسيا الحقيقية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وشمل الهجوم الروسي إطلاق 14 صاروخًا باليستيًا وحوالي 250 طائرة مسيرة، ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا وألحق أضرارًا واسعة في ستة أحياء سكنية في كييف، وإثر ذلك؛ تم إعلان “حالة التأهب” صباح اليوم السبت، وفق ما قاله رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر “تلجرام”.

وفي مدينة دنيبروفسكي، اندلع حريق في طابقين من مبنى سكني، فيما اندلع حريقان آخران غرب المدينة، وسقط حطام طائرة مسيرة على مبنى سكني في منطقة سولوميانسكي، بحسب ما قاله رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة، تيمور تكاتشينكو.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أنها اعترضت ستة صواريخ باليستية كانت تستهدف العاصمة وأسقطت 128 من أصل 250 طائرة بدون طيار من طراز شاهد أطلقت في جميع أنحاء البلاد.

وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا شنت هجمات بـ788 طائرة مسيرة وصاروخ على الأراضي الروسية منذ يوم الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أنها أسقطت 776 منها.

انتقادات دولية: موسكو تعرقل جهود السلام

أثار الهجوم الروسي إدانات دولية، فمن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم الهائل الذي شنته موسكو بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على كييف ليلًا “يعد دليلًا جديدًا على أن موسكو تعرقل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار”.

وكتب زيلينسكي، في منشور اليوم على منصة “تلجرام”، “كانت ليلة صعبة على أوكرانيا بأكملها”، مشيرًا إلى أنه يجب فرض عقوبات دولية إضافية لأنها الطريقة التي من شأنها إجبار موسكو على القبول بوقف إطلاق النار.

2

وأدان وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الهجوم، قائلًا: “بدلًا من إرسال ما يسمى بمذكرة السلام، تُطلق روسيا طائرات مُسيّرة وصواريخ فتاكة على المدنيين” .

وعلق وزير الخارجية الإستوني مارجوس تساهكنا، على الهجوم، قائلًا في منشور على منصة “إكس”: “للعدوان الروسي المستمر تفسير بسيط: لم تواجه روسيا ضغوطًا كافية للتوقف. القدرة على تغيير ذلك تقع على عاتقنا”، داعيًا إلى زيادة المساعدات العسكرية ، وتشديد العقوبات ، واتخاذ إجراءات تستهدف “أسطول الظل الروسي”.

بدورها، وصفت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا، كاتارينا ماثرنوفا، الهجوم بأنه “مروع”، مشيرةً إلى أن المناطق التي يسكنها زملاؤها قد تعرّضت للقصف. وكتبت: “إذا كان هناك من لا يزال يشك في رغبة روسيا في استمرار الحرب ، فليقرأ الأخبار”.

واتهم وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، روسيا بـ”الازدواجية”، قائلًا: “روسيا تدعي أنها تريد السلام ومع ذلك هاجمت الليلة الماضية كييف ومدنا أوكرانية بـ250 مسيرة و14 صاروخًا باليستيًا. سنعمل مع حلفائنا لتشديد العقوبات الأوروبية”، داعيًا إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

3

وكانت روسيا وأوكرانيا توصلتا، قبل أيام، إلى اتفاق لتبادل 1000 أسير من كل جانب، في خطوة تُعد الأكبر منذ اندلاع الحرب بين البلدين في فبراير 2022. وتم الإعلان عن الصفقة عقب محادثات مباشرة جرت في مدينة إسطنبول التركية، إذ أكد وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، أن الجانبين اتفقا على تبادل 1000 أسير مقابل 1000 أسير.

وبدأت المرحلة الثانية من الاتفاق، اليوم السبت، إذ استعادت موسكو 307 من الأسرى العسكريين الروس مقابل العدد نفسه من الأسرى الأوكرانيين.

وسلّمت كل من روسيا وأوكرانيا، أمس الجمعة، 270 جنديًا و120 مدنيًا من الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا، في إطار الاتفاق الوحيد الذي جرى التوصل إليه خلال محادثات مباشرة في مدينة إسطنبول التركية قبل أسبوع.

شاركها.