12:32 م


الأحد 27 يوليو 2025

القاهرة- مصراوي

أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير كميات ضخمة من الأغذية والأدوية التي كانت مخصصة لقطاع غزة، في وقت تتزايد فيه أعداد الوفيات بسبب الجوع ويشتد الغضب الدولي.

في تصعيد خطير للأزمة الإنسانية في غزة المحاصرة، أكدت هيئة البث الإسرائيلية (كان) الجمعة الماضية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر عشرات الآلاف من طرود الإغاثة – بما في ذلك كميات كبيرة من الطعام والدواء – كانت مخصصة لسكان القطاع الجائعين.

ونقل التقرير عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن أكثر من 1,000 شاحنة مساعدات إنسانية تم تدميرها عمدًا.

وأضافت المصادر: “هناك آلاف الطرود تُركت تحت أشعة الشمس، وإذا لم يتم نقلها إلى غزة، فسنضطر إلى تدميرها”. وعلى الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة لتسهيل إدخال المساعدات، زعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن التدمير يعود إلى “فشل في آلية توزيع المساعدات” داخل غزة.

وقد أثارت هذه الخطوة إدانة واسعة، خصوصًا أنها تأتي في وقت وصف فيه خبراء إنسانيون ومنظمات دولية المجاعة في غزة بأنها غير مسبوقة. حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع على حافة الموت بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب والحصار وسياسات التجويع المتعمدة.

وفي تقرير صادم، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه دمّر ودفن محتويات أكثر من 1,000 شاحنة مساعدات، بعد أن تلفت الإمدادات بسبب التأخير وسوء الإدارة الإسرائيلية لعملية التوزيع.

وأشارت تقارير من داخل غزة إلى واقع مأساوي متزايد؛ حيث يعيش السكان على علف الحيوانات أو الأعشاب أو لا شيء على الإطلاق. وتعتمد العائلات النازحة على قشور البطاطا، والأعشاب البرية، أو دقيق مصنوع من قشور الذرة المجففة، مع انهيار شبه كامل للوصول إلى المواد الغذائية الأساسية.

وفي المستشفيات والملاجئ، أفاد الأطباء بارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، توفي 122 شخصًا – معظمهم من الأطفال – نتيجة الجوع أو أسبابه. وتشير الإحصاءات إلى أن 11.5٪ من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وهي نسبة تُعد كارثية وفقًا للمعايير الصحية العالمية. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، نظرًا لانهيار نظم الرعاية الصحية والرصد في أجزاء واسعة من القطاع.

تدمير المساعدات ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي ضمن نمط طويل من العرقلة. فقد فرضت إسرائيل حصارًا صارمًا على غزة لما يقارب العقدين، غير أن الوضع تفاقم بشكل حاد منذ اندلاع الحرب.

وتتهم منظمات الإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر بمنع أو تأخير دخول المساعدات، في حين تتعفن عشرات الآلاف من الأطنان من المواد الغذائية والمياه والمعدات الطبية عند المعابر الحدودية.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، شهد قطاع غزة حدثًا إنسانيًا بالغ الأهمية تمثل في دخول قافلة شاحنات مساعدات إنسانية مصرية ضخمة إلى داخل القطاع، حيث تحركت القوافل من معبر رفح وانتقلت نحو معبر كرم أبو سالم متوجهة إلى المناطق المنكوبة داخل غزة.

تأتي هذه الخطوة بعد شهور من تصاعد التحذيرات الدولية بشأن تفاقم المجاعة والأزمة الإنسانية في القطاع نتيجة الحرب المستمرة والحصار، ومع تزايد الضغط العربي والدولي على أطراف النزاع ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة تسهيل مرور المساعدات الحيوية للمدنيين في غزة.

صورة 1 مساعدات

وبدأت شاحنات المساعدات الإنسانية بالتحرك من الجانب المصري عبر معبر رفح بُعيد منتصف الليل، بعد إعلان إسرائيل عن “وقفات تكتيكية” أو هُدنات مؤقتة في مناطق متفرقة؛ لتسهيل عبور القوافل الإغاثية والسماح بمرور برامج الأمم المتحدة وجهات الإغاثة الدولية نحو غزة بسلام.

هذا التنسيق الأمني جاء بعد فترة من الانقطاع شبه الكامل لدخول الشاحنات جراء إغلاق معبر رفح وما صاحب ذلك من أزمة حادة في المواد الغذائية وانحسار سبل الإغاثة.

شاركها.