09:54 م


الأربعاء 16 يوليه 2025

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة ثقافية بعنوان “مصادر رحلة العائلة المقدسة”، اليوم الأربعاء، وذلك ضمن البرنامج الثقافي للدورة العشرين لمعرض المكتبة الدولي للكتاب، بحضور عدد من المتخصصين والمهتمين بالشأنين الثقافي والديني.

جاء ذلك بحضور الكاتب الصحفي الدكتور أحمد إبراهيم الشريف، رئيس القسم الثقافي بجريدة اليوم السابع ومؤلف كتاب “رحلة الخير – العائلة المقدسة في مصر”؛ والدكتورة مونيكا ميمي، أستاذة الترجمة بكلية الألسن جامعة عين شمس، ومترجمة النسخة الفرنسية من الكتاب؛ بالإضافة إلى الدكتورة ميرى مجدي، أستاذ الدراسات القبطية بقسم الإرشاد السياحي بجامعة الإسكندرية. وقدّمت الندوة النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب.

وأكدت النائبة منى عمر خلال كلمتها أن الكتاب يُعد مشروعًا قوميًّا توثيقيًّا صادرًا عن المركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة، ويتوافر بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية. وأضافت أن مصر، بمسار العائلة المقدسة، تمتلك أحد أبرز ركائز السياحة الدينية، مشيرة إلى أن استقبال الحج المسيحي يفتح آفاقًا اقتصادية ويعزز رسالتها التاريخية كموطن آمن لجميع الأديان.

ومن جانبها، استعرضت الدكتورة ميرى مجدي جهود الدولة في تطوير 25 نقطة من نقاط المسار، عبر ثماني محافظات، تشمل محطات تاريخية وروحية مرّت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها داخل مصر.

وبيّنت أن الرحلة تبدأ من مدينة رفح شمال سيناء، مرورًا بعدة مواقع منها الفرما، وتل بسطا، وبلبيس، ووادي النطرون، والمطرية، ومصر القديمة، وصولًا إلى صعيد مصر، حيث استقرت العائلة في دير السيدة العذراء بجبل قسقام بأسيوط، الذي يُعد أقدس محطات المسار.

كما تطرقت إلى أبرز المصادر القبطية التي وثّقت هذه الرحلة، ومنها الميامر وسير القديسين والمخطوطات والآثار المحلية التي توضح التفاصيل بدقة.

فيما أشار الكاتب أحمد إبراهيم الشريف إلى أن الكتاب تخطّى الإطار التوثيقي نحو تقديم سرد إنساني درامي يبرز حفاوة المصريين بالعائلة المقدسة، معتبرًا أن هذه الرحلة تجسّد القيم الإنسانية المتأصلة في وجدان الشعب المصري.

وأضاف الشريف أن اختيار موضوع الكتاب جاء ضمن توجه ثقافي يهدف إلى نقل المضمون المصري إلى العالم من خلال الترجمة العكسية، في محاولة لإبراز خصوصية مصر وأهميتها على الساحة الدولية.

ووصفت الدكتورة مونيكا ميمي، تجربتها في ترجمة الكتاب إلى الفرنسية بأنها رحلة روحية وفكرية، مشددة على أن الترجمة تجاوزت النقل اللغوي لتُعيد تشكيل المعاني بما يتناسب مع وجدان القارئ الغربي، وهو ما يسهم في دعم السياحة الدينية.

يُذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل حتى 21 يوليو الجاري، بتنظيم مشترك مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب، وتُقام في مقر المكتبة بكورنيش الإسكندرية، إلى جانب فعاليات متزامنة في “بيت السناري” بالقاهرة و”قصر خديجة” بحلوان.

ويشارك في المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية، وتُقدم 215 فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة نحو 800 مفكر ومبدع ومتخصص في مجالات الفكر والأدب والعلوم الإنسانية والتطبيقية.

شاركها.