10:23 ص
الإثنين 27 يناير 2025
القاهرة- مصراوي:
في ساعات الصباح الأولى وعلى الطريق ذاته الذي سلكوه قبل 15 شهرًا نحو النزوح، بدأت رحلة مئات الآلاف من سكان شمالي قطاع غزة في العودة إلى منازلهم، إذ تحول شارع الرشيد الساحلي، إلى مسار للعودة، بموجب تفاهمات جديدة بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، فتح شارع الرشيد للمشاة في الاتجاهين منذ السابعة صباحا، مع منع مرور المركبات بكافة أنواعها، بينما سيُفتح شارع صلاح الدين للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، عند التاسعة صباحًا، مع إخضاع جميع المركبات للفحص.
رغم كلّ الآلام والمتاعب، فإنّ شعور العائدين من جنوب #غزة إلى شمالها هو شعور الفاتحين السعداء المبتهجين، على ألسنتهم التكبير، وعلى وجوههم الابتهاج والفرح الكبير..
أُخرجوا من بيوتهم، وبلغ الأمر أنّ جهودًا جبارة، وخططًا إجرامية صهيوعالمية عملت على زرع اليأس في قلوبهم، وأنّهم لن… pic.twitter.com/f55iOA3POx— د. إياد قنيبي (@Dr_EyadQun) January 27, 2025
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إنه يمكن للنازحين العودة إلى شمالي القطاع، بدءًا من الـ7 صباحًا بالتوقيت المحلي، وذلك بعد اتفاق مع حماس يسمح بالإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين، الخميس المقبل، وهم أربيل يهود والجندية أجام بيرجر، فضلًا عن أسير آخر.
بالإضافة إلى أنه من المقرر إطلاق سراح 3 أسرى آخرين، السبت المقبل، كما هو مقرر في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، في الوقت الذي تلقت فيه إسرائيل من حماس لائحة توضح وضع جميع الأسرى ” الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، الأحياء والأموات، حسب ما جاء في البيان.
سلامٌ عليكم يا أهلنا في الشمال ..
سلامٌ بما صبرتم .. وثبتم .. ووقفتم في وجه المحتل ..
أثابكم الله .. أعانكم الله .. ثبتكم الله..يوم تاريخي اللهم لك الحمد ..#عودة_النازحين pic.twitter.com/o4nszZek75
— المستشار 🔻 (@AlMostashar70) January 27, 2025
ومن جانبها قالت حركة حماس: إن عودة النازحين هي انتصار لشعبنا وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير، فإن المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها، رسالة للمراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه، مشددة على أن عودة النازحين لبيوتهم يثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية.
وكانت حماس قد أعلنت، أنها توصلت إلى اتفاق لبدء عودة النازحين ابتداء من صباح اليوم الاثنين إلى شمال القطاع، إذ قالت إنه في إطار جهود الحركة لنزع الذرائع التي وضعها نتنياهو أمام عودة النازحين إلى شمال القطاع، وحل قضية الأسيرة أربيل يهود، قدمت حماس مقترحًا للوسطاء بأن تجري عملية تبادل إضافية تشمل الأسيرة أربيل يهود مع اثنين آخرين من أسرى الاحتلال قبل يوم الجمعة القادم.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيسمح بعودة السكان مشيًا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم ومن خلال شارع الرشيد (طريق البحر) اعتبارا من الساعة 07:00 صباحا، كما سيسمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد الفحص عن طريق صلاح الدين من الساعة 09:00 صباحا.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد محمد الأنصاري، الأحد، أن حركة “حماس” ستسلم ثلاثة إسرائيليين قبل يوم الجمعة المقبل، إذ قال على حسابه في منصة “إكس”: “في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم”.
وأضاف: “كما ستقوم حماس بتسليم ثلاثة رهائن إضافيين يوم السبت، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق”، موضحًا أنه في المقابل ستسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداءً من صباح يوم الاثنين، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع”.
في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهودا واثنان من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم كما ستقوم حماس بتسليم ٣ رهائن إضافيين يوم السبت وفقاً للاتفاق بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين…
— د. ماجد محمد الأنصاري Dr. Majed Al Ansari (@majedalansari) January 26, 2025
وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي، اقترح بشأن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،نقل سكان غزة إلى مصر والأردن بشكل “موقت أو طويل الأجل”، إذ قال “نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. نحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عدة. لا أعرف لكن يجب أن يحصل أمر ما”.
وصرح ترامب “أفضّل التواصل مع عدد من الدول العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”، مشيرا إلى أن نقل سكان غزة قد يكون “مؤقتا أو طويل الأجل”.
ومن جانبها نددت “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، الأحد، باقتراح ترامب، فيما لم يعلّق نتانياهو بعد.
بينما أعلنت مصر عن رفضها القاطع، إذ أكدت وزارة الخارجية في بيان، أمس الأحد، تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.
كما علق نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أيمن الصفدي على دعوات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الدول المجاورة “مصر والأردن”، إذ قال في مؤتمر صحفي، “إن ثوابت الأردن واضحة وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم ثابت أردني لم ولن يتغير”، موضحا أن رفض الأردن للتهجير ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعا، “حل القضية الفلسطينية في فلسطين و”الأردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين.
ونزح معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، مرات عدة أحيانا، جراء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وبعد 15 شهرا من الحرب في غزة، دخل اتفاق لوقف النار حيّز التنفيذ في 19 يناير الجاري.
وينص الاتفاق المؤلف من 3 مراحل، على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى 6 أسابيع، وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني، فضلًا عن أنه خلال المرحلة الأولى يتم التفاوض حول المرحلة الثانية.