04:31 م
الإثنين 23 أكتوبر 2023
كتب- محمد صفوت:
رغم محاولة دولة الاحتلال توحيد صفها في حرب ضد الفصائل الفلسطينية بعد عدة أشهر من الاحتجاجات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بدت الانقسامات تطفوا على السطح بين القوى السياسية والعسكرية حتى الشعب الإسرائيلي نفسه، أصبح الانقسام سمة داخل الدولة العبرية.
الحرب التي أعلنتها حكومة نتنياهو، ودخلت يومها الـ 17 لم تنجح فيما يبدو في تهدئة الرأي العام داخل الدولة العبرية، إذ تتعالى الأصوات يومًا بعد يوم مطالبة بإقالة ومحاكمة نتنياهو، بتهمة الفشل في التعامل مع الهجوم المباغت للفصائل الفلسطينية الذي أطلق عليه “طوفان الأقصى” وتحقيق الأمن للإسرائيليين واستعادة هؤلاء الرهائن البالغ عددهم 222 رهينة وفق إحصاء الإسرائيلي.
الخلافات على قضايا وملفات عدة عززت الانقسامات في الدولة العبرية، التي أجرت 5 انتخابات منذ عام 2019، بسبب الفشل في تشكيل حكومة أو حدوث توافق داخل الحكومة بعد تشكيلها، انتهت بتشكيل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ثم خلافات حول إصلاحات قضائية مثيرة للجدل أدت لاحتجاجات عارمة لعدة أشهر، وصولاً إلى تحميل الحكومة الفشل في التعامل مع “طوفان الأقصى” والرهائن لدى الفصائل الفلسطينية، حتى التخطيط وموعد الاجتياح البري المزمع.
رغم الحرب الدائرة حاليًا واعتزام قوات الاحتلال شن عملية عسكرية برية في غزة، يشهد جيش الاحتلال حالة من الانقسام بين قادة الجيش ونتنياهو.
التنصل من المسؤولية
في تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، نشر أمس الأحد، نقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال قولهم، إن نتنياهو يسعى إلى التنصل من مسؤولية فشل التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر، ويحاول إلقاء المسؤولية على عاتق جيش الاحتلال لفشله في التنبؤ بالهجوم.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول بجيش الاحتلال قوله، إن نتنياهو يقوم بحملة لجمع الأدلة ضد الجيش، وخلال المحادثات الخاصة التي يجريها يسعى جاهدًا إلى إبعاد أي لوم عليه بشأن التنبؤ بالهجوم.
خلافات نتنياهو وجالانت
سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الاثنين، الضوء على الخلافات بين نتنياهو وقادة الجيش حول التقييمات والخطط والقرارات، بشأن الحرب الحالية، فضلاً عن توترات بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية يوآف جالانت، “تعرقل العمل المشترك”، على حد تعبير الصحيفة.
وذكر موقع “واللا” العبري، أن نتنياهو يسعى لتأجيل الاجتياح البري لغزة، الأمر الذي يرفضه غالبية قادة جيش الاحتلال وعلى رأسهم جالانت. فيما نفى مكتب نتنياهو تلك التقارير قائلاً: “هذا الادعاء كاذب، رئيس الوزراء يقود الحكومة إلى النصر، لن نتطرق إلى تفاصيل إضافية لا تؤدي إلا إلى الإضرار بأمن جنودنا”.
نتنياهو رئيس الحكومة الأطول بقاء في السلطة، يواجه اتهامات بالتردد وعدم الجرأة على حسم الأمور، يعلم أن حياته السياسية انتهت، فأمام تصاعد الاحتجاجات الداخلية والضغوطات بشأن بدء الاجتياح البري، في محاولة لمحو آثار هجوم السابع من أكتوبر، والاحتجاجات والمعارضة المطالبة بتحمله المسؤولية عن الفشل في 7 أكتوبر.
تعيين مقربين منه في عدة مناصب
لم تنته الأزمات عند هذا الحد، حيث أوضحت “هآرتس” أن نتنياهو عين متحدثًا جديدًا للتنسيق مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين، بعد 4 أيام فقط من الحرب، الأمر الذي اعتبره مصدر من جيش الاحتلال “خطوة مشكوك فيها، خاصة أن كبار القادة العسكريين تحملوا مسؤولية الفشل في توقع الهجوم، بينما رفض نتنياهو الاعتراف بأي دور”.
بشأن التعيينات، كشفت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن نتنياهو، عين أشخاصًا في ديوان رئاسة الوزراء ومتحدث للمراسلين العسكريين ومسؤول عن ملف الأسرى، دون فتح باب الترشيح لتلك المناصب، موضحة أن اللافت في الأمر أن معظم المعينيين مقربون من نتنياهو.
وزراء يفكرون في الاستقالة
في تقرير أخر، لـ”يديعوت أحرونوت” اليوم الاثنين، قالت إن 3 وزراء على الأقل في حكومة نتنياهو، يفكرون في الاستقالة، وإجبار رئيس الوزراء على تحمل مسؤولية فشل التنبؤ بعملية “طوفان الأقصى”، موضحة أنه لا يستطيع أحد في الائتلاف الحاكم مطالبة نتنياهو بالتنحي بشكل مباشر، لذلك يفكر الوزراء الذين أعلنوا استعدادهم لتحمل المسؤولية في الضغط عليه.
في الكنيست أيضًا، يفكر أعضاء في الائتلاف الحاكم في تحميل نتنياهو المسؤولية عن الفشل، لكنهم يحجمون عن مناقشة هذه المسألة علنًا، خوفًاً من أن تأجيج الانقسام، وفق للصحيفة الإسرائيلية.
احتجاجات متواصلة
أمام مقر إقامة نتنياهو، تجمع العشرات من أهالي الرهائن مطالبين بمحاسبته ومحاكمة على فشله في صد هجوم الفصائل الفلسطينية وعدم التعامل بجدية مع ملف الرهائن لدى حماس.
المظاهرات التي نظمها عائلات الرهائن امتدت إلى أمام مقر جيش الاحتلال في تل أبيب وانتقد العديد من الأقارب نتنياهو والحكومة الحالية بشدة مؤكدين على ضرورة وقف الحرب لحماية أرواح ذويهم.
استطلاعات الرأي
استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تراجع شعبية نتنياهو، وهو المسؤول الأكثر بقاءا في السلطة في تاريخ دولة الاحتلال، ويظهر استطلاع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن 75% من الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسؤولية الفشل في التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر.
وفي استطلاع أخر أجرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية يوم الجمعة الماضية، كشف أن 80% من الإسرائيليين يعتقدون أن رئيس الوزراء عليه تحمل المسؤولية عن الإخفاق الأمني الذي كشفه هجوم حماس.