06:03 ص
الخميس 30 مايو 2024
وكالات
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن منتدى التعاون الصيني العربي فكرة جيدة تعكس رغبة مشتركة في بناء علاقات قوية، لافتا إلى أن العلاقة بين الجانبين تشهد نموا مطردا.
وقال أبو الغيط، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء (شينخوا) بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، إن المنتدى يعد فكرة “جيدة للغاية” ربطت الصين والدول العربية بعلاقة مؤكدة واجتماعات دورية، مشيرا إلى أن المنتدى يُعقد كل عامين على مستوى وزراء الخارجية، ومرة كل عام على مستوى وكلاء الوزارات وكبار المسؤولين.
وسلط الضوء أيضًا على أن الصين وجهت الدعوة لعدد من رؤساء الدول العربية للمشاركة في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، واصفا ذلك بأنه أمر يدعم في حد ذاته العلاقة بين الجانبين ويؤدي إلى بنائها بشكل جيد.
وأعلنت الصين وجامعة الدول العربية في عام 2004 بشكل مشترك تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. وأصبح المنتدى منصة هامة لتعزيز الحوار والتعاون بين الصين والدول العربية.
وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلا “لقد حضرت المنتدى عام 2020 في بكين، والملاحظة الواضحة جدا أن كل وزراء الخارجية العرب كانوا متواجدين والنقاش مع وزير خارجية الصين كان مكثفا ودافئا، ما يعكس رغبة مشتركة في بناء علاقة قوية”.
وأشار أبو الغيط إلى أن منتدى التعاون الصيني العربي أدى على سبيل المثال إلى عقد قمة بين الصين والدول العربية لأول مرة بالرياض في 9 ديسمبر 2022، منوها إلى أن التعاون الاقتصادي والمفاهيم الحضارية والعلاقة بين حضارة الصين والحضارة العربية وغيرها من المجالات قد ساهم المنتدى في تعميقها وإطلاقها بشكل واضح ودوري، معتبرا ذلك من أهم الأشياء فيه.
وأوضح الأمين العام، أن منتدى التعاون الصيني العربي له برنامج تنفيذي يتابع كل القرارات وكل المفاهيم ويسعى لتنفيذها بقدر الإمكان، ومن ثم هناك متابعة دورية لهذا السياق التنفيذي بالنسبة لكل النشاطات.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن اعتقاده بأن العلاقات العربية الصينية هي علاقة متنامية، لافتا إلى أن الصين راغبة في تعزيز هذه العلاقة، كما أن الدول العربية في حاجة إلى توسيع انفتاحها على الصين.
وذكر في هذا الصدد أن الصين تعد قوة اقتصادية نامية للغاية ولها قدرة كبيرة على الابتكار وتقديم التكنولوجيا المتقدمة وطرح الكثير من الأفكار للعالم العربي، مشددا على أن هذا شيء يجب الاهتمام به كثيرًا.
وحول آفاق التنمية المستقبلية لمنتدى التعاون الصيني العربي، رأى أبو الغيط أن الأمر الهام يكمن في أن يلتزم الطرفان بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مشيرا أيضا إلى أهمية المتابعة الدورية لتنفيذ الأفكار وخطط التعاون التي توصل إليها الطرفان بما يسهم في تعميق بناء العلاقة بينهما.
ووقّعت الحكومتان الصينية والأردنية في نوفمبر 2023 مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق في العاصمة الأردنية عمان. وبهذا تكون الصين قد وقعت وثائق تعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية.
وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق وتأثيرها في المنطقة العربية، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن كل الدول العربية أعضاء بالمبادرة، وأن المبادرة تلعب دورا مهما في تعزيز التعاون العربي الصيني.
وحول الجهود المشتركة لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي في العصر الجديد، أكد أن الجانبين بينهما ثقة متبادلة عميقة ويجمعهما رباط مشترك يتمثل في التعاون المربح للجانبين، مشيدا بالعمل الجاري في إطار المنتدى لتعزيز التعاون المشترك في 19 قطاعا مثل القطاعات الثقافية وقطاعات المرأة والتجارة والإنتاج والموانئ وغيرها، واصفا إياها بمجالات مهمة للغاية وتحتاج إلى الكثير من العمل والتعاون بين الخبراء في الجانبين والابتكار والالتزام لتأمين التنفيذ.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في ختام حديثه على أهمية تبادل الترجمات والكتب ورؤى المتاحف في دعم العلاقات الثقافية بين المجتمعين، قائلا إن كلها أفكار يمكن أن تُسهم في توثيق الثقة بين الجانبين العربي والصيني.