12:01 ص
السبت 02 سبتمبر 2023
جنوب سيناء – رضا السيد:
ظهرت المئات من الطيور المهاجرة خاصة طائر “اللقلق الأبيض” white stork، في مدخل محمية رأس محمد بمحافظة جنوب سيناء، وقامت بحركات استعراضية في الهواء، ثم الهبوط على الأرض.
وتشهد محافظة جنوب سيناء خلال هذه الفترة ظهور الآلاف من الطيور المهاجرة، خلال رحلتها السنوية من أوروبا وآسيا، حيث الطقس البارد إلى جنوب إفريقيا مرورًا بشبه جزيرة سيناء.
وقال الدكتور ياسر عوض الله، الخبير البيئي في محميات جنوب سيناء، إن أسراب الطيور المهاجرة من ” النسور، الصقور، اللقلق الأبيض، والبجع ظهرت بكثرة في العديد من المناطق بجنوب سيناء، ولكن أكثر التجمعات لها تكون داخل المحميات الطبيعية التي توجد بالمحافظة، لذا من الطبيعي تواجد مئات الآلاف من طائر اللقلق الأبيض بمحمية رأس محمد، وأعداده الضخمة لفتت أنظار السائحين المترددين على المحمية، والذين حرصوا على مشاهدتها بأعدادها الضخمة التي تصل إلى عشرات الآلاف، عند بحيرات الأكسدة .
وأوضح أن الطيور المهاجرة وعلى رأسها طائر اللقلق الأبيض اعتادت على اتخاذ بحيرات الأكسدة محطة لها، لذا قامت وزارة البيئة بتطوير هذه البحيرات وتأهيلها لاستقبال الطيور لتستريح وتتغذى قبل استكمال رحلتها، إضافة إلى إنشاء مرصد لمراقبة ورصد الطيور المهاجرة عن قرب، بهدف حماية الطيور المهاجرة من المخاطر التي قد تتعرض لها خلال رحلتها السنوية .
وأشار إلى أن الطيور المهاجرة تقوم برحلتين هجرة كل عام من وإلى أوروبا، وتبدأ الرحلة الأولى عندما يحل فصل الشتاء البارد على أوروبا، فيتجه هذا الطائر إلى قارة أفريقيا مارًا ببلاد الشام، ثم مصر ومنها يتجه إلى المناطق الحارة في أفريقيا، والرحلة الثانية هي رحلة العودة، وتبدأ مع بدء موسم ارتفاع درجات الحرارة في دول أفريقيا، وتبدأ الطيور عودتها من دول إفريقيا إلى أوروبا في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل.
وعن طائر اللقلق الأبيض، قال الخبير البيئي، إنه أثار دهشة السائحين، ويتميز بقدم وعنق طويلين، ومنقار طويل وسميك ومدبب، يستخدمه في صيد فرائسه، ويبلغ طوله نحو متر وخمسين سنتيمتر، ووزنه 9 كيلو جرامات، وقد يعيش اللقلق الأبيض لأكثر من 30 عامًا، ويطلق على طائر اللقلق الأبيض في مصر اسم “العنزة”، نظرًا لكبر حجمه، وهو من الطيور القوية، ولا يمر بالبحر المتوسط خلال رحلة هجرته من أوروبا في فصل الشتاء، لأنه يحتاج إلى تيارات حرارية لا تتكون من خلال البحر.
وتابع: وخلال حركته في البر يمشي ببطء، وتعد محمية رأس محمد من أهم محطاته خلال الرحلة، لكونه يتغذى بها على السرطانات الصغيرة التي توجد عند أشجار المانجروف، وهذه السرطانات تعطي طائر اللقلق الأبيض طاقة وحيوية، ليستكمل رحلته إلى إفريقيا، وظهور اللقلق الأبيض في محطاته المعتادة يؤكد سلامة النظام البيئي بها.