جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في الوقت الذي انشغل فيه الرأي العام الكروي في مصر باللاعب “أحمد السيد زيزو”، و”مسلسل” انتقاله للنادي الأهلي من نادي الزمالك، وهل زيزو وقع للأهلي ولا “لسه ماوقعش”!، وهل سيجدد للزمالك أم يوقع للأهلي؟!
انشغل الرأي العام الفني بمسلسل آخر، هو مسلسل “فهد البطل” ومشاهد أخرى، هي مشاهد توجه أحمد العوضي إلي أحد مقاهي إمبابة لمشاهدة مسلسله الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي. وأمام جمهور المقاهي الذي اعتاد متابعة مباريات الكرة، ليتابع معه المسلسل .
كانت المفاجأة أن الأجواء الحماسية تحولت إلى أجواء من التوتر عند ظهور” العوضي”، بسبب التدافع ورغبة الناس في التصوير معه. وهي أجواء مشابهة لأجواء مباريات الكرة .مما جعل العوضي يسارع بمغادرة المكان إلى منزل قريب .
وقال علي مواقع التواصل الاجتماعي: إخواتي من إمبابة، بيمسوا على أخوهم العوضي، ومسا مني لكل إخواتي، في أرض الأبطال إمبابة. مضيفا: استنوا القهوة إلي هحضرها مع إخواني .
والحقيقة أن العوضي اتبع في دعايته للمسلسل نفس أسلوب الدعاية، الذي كان يتبعه نجوم السينما في الماضي عندما كانوا يشاهدون الفيلم مع الجمهور في أكثر من حفلة، وأكثر من دار عرض سينمائي .
وكانوا يتواجدون في بعض الأحيان أمام دور العرض، حتى ولو لم يدخلوها لمشاهدة الفيلم .
حتى أن بعض نجوم الزمن الجميل كانوا يجلسون في شباك التذاكر، لقطع التذاكر للجمهور بأنفسهم، لجذب أكبر عدد من المشاهدين لمتابعة الفيلم .
وأذكر أن أنور وجدي في فيلم “دهب” لم يكتف بالإعلان عن تواجد أبطال الفيلم لمشاهدته مع الجمهور، بل أعلن أن بطلة الفيلم فيروز ستوزع الهدايا على الأطفال. كما ملأ السينما بالبالونات، لجذب أكبر عدد من الأطفال وأهلهم لمشاهدة الفيلم .
وطريقة العوضي في الدعاية لمسلسله، اتبعها محمد رمضان في الدعاية لبرنامجه .والتواجد في أكثر من منطقة شعبية، منها حلوان، ومناطق وسط البلد .والمتابع لمسلسل “فهد البطل” يجد أن العوضي يسير علي نفس تيمة البطل الشعبي، التي قال عنها إنه كان يفضل مشاهدتها في الأفلام وهو صغير .
كما أنه أصلا من منطقة شعبية لذلك يفضل بطولة تلك النوعية من الأعمال المحببة للجمهور .
وقد شهد المسلسل عودة أحمد عبد العزيز لأدوار الصعيدي، التي يجيدها، منذ أيام مسلسل “ذئاب الجبل”.
وتألقت كل من ميرنا نور الدين، وكارولين عزمي، بأدائهما المميز في المسلسل، كما شهد العمل عودة قوية للوسي، التي استخدمت مجوهراتها الحقيقية في المسلسل بالإضافة إلى إكسسوارات، ومجوهرات اشترتها من أجل العمل، وقالت إنها ستبيعها بعد الانتهاء من عرض المسلسل .
والملاحظ أن المسلسل قدم البطل الشعبي، بشكل مختلف، لما تم تقديمه في أعمال أخرى، بعيدا عن كثرة “الزعيق” والتبريق، وغيره.
وكما كان يتمني العوضي، حقق المسلسل نسب مشاهدة فاقت نسب مشاهدة مسلسله “حق عرب” الذي تم عرضه في العام الماضي.
وبصفة عامة، فإن الدعاية مهما بلغت قوتها، لم تكن لتؤتي ثمارها لولا أن يكون العمل جيدا، ويجذب المشاهدين .
وأتمنى أن يكون نجاح العوضي دافعا له ليقدم مسلسلات أخرى، أكثر نجاحا، بعيدا عن تيمة “البطل الشعبي”، ولكن قريبا من تيمة أخرى، تظهر الوجه الحقيقي المضيء للمجتمع المصري، الذي لم يظهر في أغلب أعمال شهر رمضان هذا العام.
وليكون العوضي هو”زيزو” آخر، يتهافت الجميع عليه، ليس في ملعب الكرة، ولكن في ملعب الدراما المصرية.