جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
أعرف أحمد حلمي، منذ أكثر من عشرين عاما، عندما كان يصور فيلم “زكي شان” الذي حقق نجاحا كبيرا وقتها، وهو صديق عزيز، وأعرف جيدا، مدى الجهد الكبير الذي يبذله في عمله من أجل نجاح ذلك العمل، وخروجه للنور بالشكل الذي يرضي عنه ويرضي جمهوره .
وأعرف أيضا، مدى حبه لمصر واعتزازه بمصريته، وأنه لا يمكن أن يقصد أبدا الإساءة لبلده، ولا للشعب الذي ينتمي إليه .
فابن مدينة “بنها” يفخر دائما بأنه مصري، وأن الجمهور المصري هو الذي صنع شهرته ونجوميته.
ولكن ذلك كله، لا يمنع أنه أخطأ في مداعبته للملحن “مصطفى جاد ” زوج المطربة “كارمن سليمان” أثناء عرض مسرحية “بني آدم” في موسم الرياض بالسعودية. عندما ترك خشبة المسرح وتوجه للصف الأول للجمهور، وقال لمصطفى جاد: “أنت منين”؟ ليرد مصطفى جاد: “أنا مصري” ، فقال له حلمي ضاحكا: “مصري وقاعد في الصف الأول.. أنت أكيد معزوم!”
نعم.. حلمي كان “بيهزر” مع صديقه مصطفي جاد وزوجته .
نعم.. حلمي لا يمكن أن يقصد الإساءة للمصريين، وهو منهم، وهم الذين صنعوا نجوميته، والأمر على ما يبدو كان مداعبة عفوية، و”إفيه” جاء في لحظة “هزار”.
ولكن ذلك، لا يمكن أن يمنع أن هذا الكلام “غير مقبول”، و”مش حلو” و”غلطة ” وغلطة الشاطر بألف، كما يقولون .
بل إنه أغضب المحبين له و”أنا واحد منهم” قبل الذين يتربصون به .
وهو ما يستوجب التوضيح، ثم الاعتذار، فالصمت هنا “ليس لغة العظماء” بل هو خطأ كبير .
لذلك حسنا ما فعله، عندما تحدث مع الزميل الصحفي “هاني سامي”، وأوضح له قائلا: “الفيديو المتداول اجتزئ من مقطع لشن هجوم عليه، والفيديو قبله وبعده مزاح مع أصدقائه.. فلماذا نشر هذا الجزء تحديدا؟!
وأشار إلى أنه حتى المقطع المتداول تم تفسيره بشكل لا يليق، فلماذا لم يفسره البعض.. “لو كانت النوايا حسنة”.. أنني “أكرم ضيوفي المصريين” من مشاهدي مسرحيتي، وأجلسهم بالصفوف الأولى، وأزيد في إكرامهم كصفة كل المصريين، خاصة، أن من ظهروا في الفيديو.. هم نجوم كبار.. وهما الملحن مصطفى جاد، وزوجته كارمن سليمان.. وهم أصدقاء غاليين.. وأنا من دعوتهم لمشاهدة عرض المسرحية.. هم ضيوفي.. وأضاف: “مصريتي ووطنيتي، لم ولن يستطيع أحد المزايدة عليها، وهو أمر بديهي ولا يحتاج لتأكيد”.
في إشارة منه إلى أنه هو من قام “بعزومة الضيف” على المسرحية، أي “أن صاحب دعوة العزومة” هو مصري والمعزوم مصري .
وأنا أتفق معك “يا بو حميد” لا أحد يمكن أن يشكك في وطنيتك وحبك لبلدك. ولكن يا صديقي.. “هزارك “مع صديقك كان يجب أن يكون فيما بينك وبينه، لا أن تدخل “المصريين” جميعا “معكم” في هذا “الهزار”، بشكل لا يليق أبدا !
لذلك، وجب عليك الاعتذار ولا يكفي التوضيح ..
أعتذر.. يا صديقي فهذا لا يقلل منك أبدا، بل سيؤكد للجميع حسن نيتك. وسيغلق الباب، على المتربصين بك وبفنك الجميل.
إنني أرى أحمد حلمي فنانا كوميديا من الطراز الأول، فهو يعتبر امتدادا للنجم الإنجليزي الكبير “بيتر سيلرز”، رغم أن “سيلرز” كان يقف خلفه مخرجين عالميين، أمثال ” بليك أدوارز “، لكنه بموهبته، وذكائه، استطاع أن يقدم فنا لا يقل عنه .
فالفارق كبير بين الكوميديان والمضحكاتي، وحلمي يفهم جيدا معنى كوميديا الموقف في السينما، وعلى درجة عالية من الثقافة السينمائية.
والممثل الكوميدي في حاجة ضرورية إلى الثقافة، ربما أكثر من ممثل التراجيديا، وعلى مدار التاريخ كان كتاب الكوميديا، أكثر ثقافة من كتاب التراجيديا، وذلك منذ “ارستوفان” حتى “ماريفو” و”موليير”، و”برنارد شو “، و”باري”، وغيرهم.
وقد كان نجيب الريحاني وبديع خيري يجيدان الفرنسية، والإنجليزية، ويقرآن الآداب العالمية .
إن خطأ حلمي “غير المقصود”، يجب أن يتبعه اعتذار “مقصود” لأهله وناسه وجمهوره الذي يحبه، قبل أن يكون لأي أحد آخر.