06:02 م
الإثنين 04 نوفمبر 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي:
بعد ساعات قليلة، تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في مواجهة قوية بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب من نواح كثيرة خيارًا بين استمرارية السياسة الخارجية والتغيير.
وتتمسك هاريس بالأجندة العالمية للرئيس جو بايدن، والتي سعى فيها الرئيس المنتهية ولايته إلى إحياء الحنكة السياسية الأمريكية التقليدية بعد 4 سنوات مضطربة من حكم ترامب، ومع ذلك، فقد شهد وقت بايدن في منصبه تدهورًا كبيرًا في الاستقرار العالمي.
بينما يستعد ترامب لولاية ثانية بوعود مزدوجة بـ “أمريكا أولاً” مع “السلام من خلال القوة”، متهمًا بايدن وهاريس والعديد من القادة الآخرين بتسهيل عدم الاستقرار العالمي من خلال الضعف وعدم الكفاءة.
روسيا وأوكرانيا
هيمنت حرب روسيا على أوكرانيا على رئاسة بايدن. في الأيام والأسابيع الأولى، إذ وقفت إدارته خلف كييف، ومنذ ذلك الحين سعى البيت الأبيض إلى اختيار مسار يضمن بقاء أوكرانيا ويلحق هزيمة استراتيجية بروسيا، دون جر الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو إلى مواجهة نووية محتملة مع موسكو.
وقال أولكسندر ميريجكو، عضو البرلمان الأوكراني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالهيئة، لشبكة “إيه بي سي نيوز”، “إن مصير أوكرانيا يعتمد على الولايات المتحدة ومساعدتها العسكرية – وربما الأهم من ذلك – على قيادتها”.
وأضاف “بصراحة، أريد أن تنتهي هذه الانتخابات، لأنه بعد الانتخابات سيكون لدينا صورة مؤكدة إلى حد ما لما يمكننا الاعتماد عليه وما ستكون عليه السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا”.
وقالت شبكة إيه بي سي نيوز”، إن إشادة ترامب العلنية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثارت القلق في كييف، وكذلك مقترحاته بشأن تسوية سلمية سريعة قد تمنح موسكو السيطرة على أجزاء من شرق أوكرانيا وتمنع كييف من عضوية الناتو في المستقبل.
وأوضح ميريجكو: “بالنسبة لي لديهم عقليات مختلفة – هاريس لديها نظرة قانونية للعالم بسبب خلفيتها المهنية، وترامب لديه نظرة اقتصادية للعالم”. لكنهم قد يتوصلون إلى نفس السياسة فيما يتعلق بأوكرانيا.
ولفت إلى أن الرئاسة الروسية تعتقد أنه بصعود ترامب لسدة الحكم، سيكون عامل مساعد لعرقلة المساعدات الأمريكية العسكرية لأوكرانيا.
الشرق الأوسط
ستجري الانتخابات الأمريكية، في ظل استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، جراء هجوم الفصائل الفلسطينية في أكتوبر 2023، والذي امتد ليشمل 7 جبهات، شهد عددًا منها اشتباك القوات الأمريكية في قتال مباشر مع إيران ووكلائها الإقليميين.
وتقول شبكة “إيه بي سي”، إن افتقار بايدن للتأثير على هذه القضية، تسبب في إحباط الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والموالية للبنان في أمريكا – وخاصة الأمريكيين العرب وجماعات الأقليات العرقية الأخرى – وشجع ترامب، الذي هاجم كل من بايدن وهاريس باعتباره ضعيفًا.
وفي هذا الشأن يقول حافظ الغويل من مركز أبحاث معهد السياسة الخارجية SAIS لشبكة “إيه بي سي” إن مخاطر الانتخابات المقبلة كبيرة للغاية “بالنسبة للشرق الأوسط، رغم أنه أضاف أن الدعم الأمريكي القاطع لإسرائيل لن يتغير أبدًا، بغض النظر عن من هو الرئيس.
وأضاف الغويل: “إذا فازت هاريس، فقد تعدّل قليلًا من نهج إدارة بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان”. “لكنني أشك بشدة في أنها ستغير نهج الولايات المتحدة بأي طريقة رئيسية”.
ويتضمن سجل ترامب في الشرق الأوسط القرار المثير للجدل بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني – المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة – وحملة “الضغط الأقصى” اللاحقة على إيران، فضلًا عن اتفاقيات أبراهام وخطة السلام “صفقة القرن” غير المحققة.
جميع المبادرات تتماشى بشكل وثيق مع مصالح إسرائيل، حسب الغويل الذي أضاف “لن يكون ترامب مختلفًا عن ترامب الذي رأيناه من قبل”، ويبدو أن معظم الحكومات العربية تحب ترامب، نظرًا لأنه رجل معاملات.
الصين وتايوان
خاض ترامب وبايدن انتخابات 2020 في محاولة للتغلب على بعضهما البعض بشأن الصين، وكلاهما يسعى لإبراز صورة زعيم راغب وقادر على مواجهة أحد أكثر التحديات الاستراتيجية إلحاحًا في أمريكا.
وتقول يون صن من معهد بروكينجز للأبحاث في مايو عندما كان بايدن لا يزال المرشح الديمقراطي المتوقع: “أعلن الخبراء الصينيون علنًا أنه بغض النظر عن الفائز، فإن كلا المرشحين (سم) للصين”.
وأضافت أن نهج بايدن “قد يجلب المزيد من الاستقرار للعلاقات الثنائية، لكن استراتيجيته في المنافسة كانت فعالة اقتصاديًا ودبلوماسيًا، تاركة صناعة التكنولوجيا الفائقة في الصين والهجوم الدبلوماسي في طي النسيان”.
وأوضحت أن السياسة الخارجية لترامب قد تعمل لصالح بكين، مشيرة إلى “موقف الرئيس السابق من التحالفات والشراكات الأمريكية والضرر الذي قد يسببه يخدم أجندة الصين الاستراتيجية على المدى الطويل”.
وأثنى ترامب على زعيم الصين، إذ قال إن الرئيس شي جين بينج كان “رائعا” ورئيس “على قمة الخط” حكم “بقبضة من حديد”، لكن على الرغم من إعجابه الواضح به، ترى يون أن “عدم القدرة على التنبؤ بالرئيس السابق سيضع الصين في موقف صعب، ما يجعله الخيار الأقل رغبة من وجهة نظر بكين”.
كما أزعج ترامب تايوان من خلال اقتراح دفع البلاد للولايات المتحدة مقابل دفاعها واتهام الجزيرة مؤخرًا بسرقة صناعة رقائق أشباه الموصلات الأمريكية.
ويقول وين تي سونج، أستاذ العلوم السياسية المقيم في تايبيه، لشبكة إيه بي سي “التايوانيون بالطبع قلقون للغاية بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأنها تؤثر على العلاقات الأمريكية الصينية وتايوان تقف على خط المواجهة في هذا التنافس الاستراتيجي ثنائي القطب، فمن المرجح أن تكون هاريس استمرارًا مريحًا لسياسة إدارة بايدن- هاريس تجاه تايوان”.
كوريا الجنوبية والشمالية
وكان الانفراج بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أكثر التطورات إثارة للدهشة في فترة تولي ترامب منصبه. انتقل هو وكيم جونج أون من توجيه الإهانات العلنية والتهديدات بـ “النار والغضب” إلى تبادل الرسائل الدافئة في عهد ترامب.
وحضر ترامب قمة سنغافورة مع كيم في عام 2018، بل وعبر إلى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين لمصافحة الزعيم الكوري الشمالي في عام 2019.
ولطالما أزعج ترامب سول بسبب مطالبتها بالمساهمة بمزيد من الأموال لدعم القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية.
وعلى الصعيد الآخر وقعت إدارة بايدن اتفاقية لتقاسم التكاليف لمدة 5 سنوات مع سيول في أكتوبر، لكن هناك فرصة أن يتطلع ترامب إلى إعادة التفاوض بشأن الصفقة لوضع بصمته عليها كرئيس.