05:24 م
الأربعاء 07 أغسطس 2024
كتبت- سلمى سمير:
بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس تعيين رئيس الحركة في قطاع غزة رئيسًا للمكتب السياسي خلفًا لإسماعيل هنية الذي تتهم المقاومة إسرائيل بالوقوف وراء حادث اغتياله، تبرز الآن ملامح الشخصية المديرة للحركة والذي تضع إسرائيل على رأس قوائم اغتيالاتها.
رسمت إسرائيل للسنوار صورة الإرهابي المتورط في عدد كبير من جرائم القتل بحق الإسرائيليين والعسكريين، وهو ما كان ذريعتها لتضعه في سجونها مدة 24 عامًا، منذ عام 1988 حتى أُفرج عنها بصفقة تبادل بين أسرى فلسطينيين كان هو على رأسهم وبين جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس مدة 5 سنوات وأطلقت سراحه مقابل أسراها.
بدأ السنوار مشواره السياسي في صفوف المقاومة منذ وقت مبكر، مما جعله في محط أنظار السلطات الإسرائيلية التي اعتقلته لأول مرة عندما كان عمره 20 عامًا عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي، قضى على إثرها 4 أشهر رهن الاعتقال الإداري، اعتقل بعدها بأسبوع فقط من إطلاق سراحه وقضى 6 أشهر إضافية في السجون الإسرائيلية دون محاكمة أو توجيه تهمة له، ثم اعتقال ثالث بعدها بـ 3 سنوات قضى على إثره 8 أشهر أُفرج عنه بعدها حتى كان الاعتقال الرابع الذي حُكم عليه فيه بالمؤبد.
ومع ذلك لك تكن حياة السنوار أو “أبو إبراهيم” كما يُدعى رهينة العمل السياسي فقط، فخلال دراسته للغة العربية بالجامعة الإسلامية بقطاع غزة، التحق رئيس المكتب السياسي لحماس، باللجنة الرياضية والفنية في الجامعة، فأصبح لاحقًا نائبًا لكل منهما ثم رئيسًا للجان الطلابية لاحقًا.
وفي إطار شغفه بالعمل الفني، أسس السنوار فرقة “العائدون للفن الإسلامي” رفقة المسؤول عن الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف وكان حينها أحد طلاب الجامعة الإسلامية والمحبين للعمل المسرحي، فكان إنشاء الفرقة التي بدأت بين مجموعة من الطلاب.
ما هي فرقة “عائدون للفن الإسلامي”؟
داخل أحد الأعراس في مخيم عائلة علوان بقطاع غزة، كان ميلاد فكرة إنشاء الفرقة، حيث بدأ بالأمر بالشباب الراغبين في ترسيخ التراث الفلسطيني والفكر الإسلامي داخل الأذهان، بتقديم عرض مسرحي صامت عنوانه “القدس لنا” عام 1979.
دفع طموح شباب مسجد “فلسطين” بخان يونس حينها بتقديم عروض مسرحية تتناول التراث الفلسطيني، مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين لتمويل الفرقة وتقديم احتياجاتها من معدات وأجهزة وملابس وأثاث في إطار دعمه للعمل المسرحي.
دفعت مجزرة مخيمات صبرا وشاتيلا التي نُفذت بحق الفلسطينيين في سبتمبر عام 1982 داخل مخيمات اللاجئين في لبنان، ممثلي الفرقة وكانوا حينها في صفوف المقاومة بحركة حماس أيضًا، لتأليف وتقديم عرض مسرحي بعدها بشهر واحد بعنوان “صبرا وشاتيلا” والذي عرض في عدد من الأماكن منها الجامعات والنوادي وحفلات الزفاف.
قدمت فرقة شباب المقاومة الفلسطينية عددًا من العروض المسرحية إضافة للمذكورة سابقًا، منها “فرفور” و “نور السلطان” و “صلاح الدين الذي يظهر في القدس” و “المهرج” إضافة إلى عدد من المسرحيات الاجتماعية الأخرى بينها مسرحية “يارب ولد” و “الدكتور فهمان” وغيرها.
وهكذا استمرت الفرقة في عملها حتى اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987، حيث تسببت الأحداث بتعطيل أعمال الفرقة وتوقفها نتيجة ملاحقة قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتقال عدد من مؤسسي وأعضاء الفرقة، إلا أن مجموعة أخرى من شباب المقاومة أعادوا إحياء الفرقة عام 1994 واستمرت حتى عام 2019 بشكل غير منتظم.