12:05 م
الإثنين 18 نوفمبر 2024
ريو دي جانيرو- (أ ش أ)
ذكرت وكالة أنباء (أسوشيتد برس) الأمريكية أن الحروب وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تلقي بظلالها على قمة مجموعة العشرين التي تعقد بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وتستهدف التوصل إلى اتفاق لمكافحة الجوع.
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، إنه مع استعداد البرازيل لاستضافة قمة مجموعة العشرين، يبدو من غير المرجح أن توقع الدول الغنية والنامية الرائدة على إعلان ذي مغزى فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية، فالقمة التي تعقد اليوم وغدا طغت عليها حربان رئيسيتان وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالولايات المتحدة.
وأشارت أسوشيتد برس إلى أن التوترات العالمية المتزايدة وعدم اليقين بشأن إدارة ترامب القادمة أدت إلى الحد من أي توقعات بإصدار بيان شديد اللهجة يتناول الصراعات في الشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا، ويتوقع الخبراء بدلا من ذلك وثيقة نهائية تركز على القضايا الاجتماعية مثل القضاء على الجوع – إحدى أولويات البرازيل – حتى لو كانت تهدف إلى تضمين إشارة على الأقل إلى الحروب الجارية.
وقالت كريستيان لوسينا كارنيرو، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة ساو باولو البرازيلية: “لقد انخرطت الدبلوماسية البرازيلية بقوة في هذه المهمة، ولكن توقع إعلان قوي وتوافقي في عام مثل 2024 مع وجود صراعين دوليين خطيرين هو رفع كبير للغاية لسقف التوقعات”.
وقالت أسوشيتد برس: إن البرازيل عادت تحت حكم الزعيم اليساري والدبلوماسي الذكي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى مبدأ عدم الانحياز الذي دام عقودا من الزمان لصياغة سياسة تحمي مصالحها على أفضل وجه في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد.. وينطوي هذا على التحدث إلى جميع الأطراف، وهو ما يقول الخبراء إنه أعطى البرازيل مكانة مميزة لاستضافة قمة مثل مجموعة العشرين.
غير أن السياسة الخارجية لإدارة لولا دا سيلفا أثارت الدهشة في بعض الأحيان. ولا تدعو خطة السلام البرازيلية الصينية لروسيا وأوكرانيا إلى انسحاب روسيا من أوكرانيا وقد انتقدها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب الوكالة الأمريكية.
وأوضحت الوكالة أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر والعودة الوشيكة لمبدأ “أمريكا أولا” قد يعيق أيضا الروح الدبلوماسية اللازمة لتوصل قمة العشرين إلى اتفاق واسع نطاق على القضايا المثيرة للانقسام.
ونقلت عن مسؤولين من البرازيل ودول أخرى من مجموعة العشرين، اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علنا، قولهم إن المفاوضين الأرجنتينيين يقفون في طريق إصدار إعلان مشترك، وأثاروا عدة اعتراضات على المسودة.. وهم يعارضون بشدة بندا يدعو إلى فرض ضريبة عالمية على الأثرياء للغاية – والتي قبلوها سابقا في يوليو الماضي – وبندا آخر يروج للمساواة بين الجنسين.
وقال السفير ماوريسيو ليريو، المفاوض البرازيلي الرئيسي في مجموعة العشرين، للصحفيين في وقت سابق من الشهر الجاري إن الإعلان النهائي للقادة يجب أن يتناول الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، لكن الدبلوماسيين مازالوا يناقشون كيفية التوصل إلى لغة مقبولة عالميا.
وأضاف: أن الرسالة الرئيسية، بطبيعة الحال، هي “أننا بحاجة إلى تحقيق السلام ليس فقط فيما يتعلق بهذه الصراعات ولكن جميع الصراعات”.. موضحا أن إطلاق الرئيس البرازيلي لتحالف عالمي ضد الجوع والفقر خلال القمة لا يقل أهمية عن البيان الختامي.