12:37 م
الثلاثاء 10 سبتمبر 2024
كتب – رمضان يونس:
20 ليلة؛ لم ينم فيها “أحمد” وشقيقه “عمرو” ومن قبلهما شقيقتهما “أم محمد”، ينتظرون بفارغ الصبر إذن النيابة العامة بالجيزة، لدفن جثمان شقيقهم “كريم” الذي عُثرعليه 5 قطع أشلاء ممزوجة بمواد بناء “أسنمت” في رشاح “شنباري” على أطراف مركز أوسيم الريفي، عقب التعرف عليه بعد إختفائه نحو أسبوعين: “أنا شوفت أخويا متقطع حتت في شكاير رز ومكرونه .. وعرفته من رأسه”.
الثامنة مساءًا من يوم 11 أغسطس 2024، جمع “كريم” و شقيقه “أحمد” مُكالمة الوداع، بعد أن أنهى الأول عمله في لمٌ البيكيا مع شريكه “أمير”، وعد ابن الثلاثين عامًا شقيقه “أحمد” بزيارته في شقته بحي إمبابة كونه قضى شهر في الشغل لم يرى والدته: “قالي أنا جاي بكره .. أجيب لك أكل معايا عشان نسهر مع بعض”.
تلعثم “كريم” في كلامه مع الآخرين منذ طفولته منعه الالتحاق بأي مدرسة حتى كِبره، لكن لم يمنعه من شراكة جاره “أمير” وزوجته “شيرين” على تروسيكل، عقب عمله معهما قبل نحو 5 أعوام “كان مستلف منه 35 ألف اللي محوشهم من الشغل”، حينها اقترح الأخير على الأول أن يسدد المبلغ على دفاعات” أول حاجة قاله تعالى خد 10 آلاف و 25 ألف الباقيين لحد ما تفرج عليا”، وعود “أمير” لعامل البيكيا لم تتم على أكمل وجه : “قعد يُماطل في باقي الفلوس .. أنا هروح أجيب منه الفلوس بتاعتي”. يكمل أحمد حديثه لمصراوي.
قبل زيارة “كريم” أشقائه بساعات، تلقى رسالة صوتية من شريكه “أمير” يخبره أن يتقابلا في منزل أسرة زوجته “شيرين” (بيت نسايبه) لتسديد المُبلغ الذي اقترضه منه “قاله تعالى خد الفلوس بتاعتك أنا عند نسايبي “رسالة أمير الغامضة كانت بمثابة الشك في نفس إبن العقد الثالث تجاه شريكه كونه قبل أيام مماطلة في سداد ديونه، الأمر الذي استدعى “كريم” لتحويل الرسالة لابن شقيقته “كريم” (كان بيقوله يا أمير أديني فلوسي)، أعقبه طلب الأخير:”أنا لو اتأخرت خلي عندك الفويسات دي”. يكمل أحمد حديثه.
داخل شقة ضيقة في إحدى مباني إمبابة، انتظر الأشقاء “كريم” حتى منتصف الليل، حاول “عمرو” يهاتف شقيقه لكن محاولاته جميعها باءت بالفشل، الأمر الذي دفعه لمهاتفة شريكه “أمير” للاطمئنان على شقيقه والذي أكد أنه لم يراه.
مثلما كل عام، جهز “عمرو” وأسرته زيارتهم المصيف، لكن على غير العادة أصر ابن الأربعين عامًا على أن يذهب شقيقه الأصغر “كريم” رفقتهم، حاول يصله له لكن دون جدوي :” تليفونه شغال ومش بيرد.. عليا”.
في رحلة بحث عن “كريم” توجه “عمرو” لمنزل شريكة “أمير” على أطراف قرية شنباري بأوسيم، حينها تقابلا مع زوجة الأخير”شيرين” التي أخبرته أن شقيقه ترك العمل منذ أيام :” كان لسه واخد مني 100 جنيه يومية الخردة ومشي”، رواية الزوجة أكدتها والدتها لشقيق عامل الخردة.
في محاولة من “أمير” لإبعاد الشبهة عن ملابسات إخفاء “كريم” حاول تضليل أسرته :”كان بينشر أنه اخويا سافر هجرة غير شرعية لـ ليبيا وباع كل حاجته”.
عصر الجمعة الأخيرة من أغسطس الماضي، كانت الصدمة لأسرة “كريم” حينما علموا أن “أمير” تخلص من حياة ابنهم، وحرروا محضر بقسم الشرطة باختفائه.
أمام جثة مقطعة أشلاء مختلط بعضها بالأسمنت وقف “عمرو” مصدوما، لم يتمالك أعصابه حينما رأي أشلاء شقيقه “عرفت أخويا من رأسه” يحكي عمرو في حديثه لمصراوي أن الجاني مزق جسد شقيقه أشلاء “أخويا شوفته 5 حتت في شيكارة رز ومكرونة”.
بدروها، الأجهزة الأمنية بالجيزة، ألقت القبض على “أمير وزوجته “شيرين” ووالدتها المتهمين المتورطين في الجريمة، عقب تنفيذ الجريمة في منزل العائلة “النسايب” .
نيابة أوسيم الجزئية أمرت بنقل الأشلاء المعثور عليها إلى مشرحة زينهم بالقاهرة، بعد أن أخذت عينة من “عمرو” دماء حسب ادعاء أن الأشلاء لشقيقه، لإجراء تحليل البصمة الوراثية.