05:31 م
الجمعة 18 أكتوبر 2024
الغربية – مروة شاهين:
مع اقتراب ذكرى مولد السيد البدوي، تتحول مدينة طنطا، بمحافظة الغربية، إلى قبلة المريدين الذين يتوافدون بالآلاف من كل حدب وصوب للاحتفال بهذه المناسبة، لما فيها من روحانيات وإلقاء للهموم.
“أنا من الصعيد وبقعد جنب عشان أرمي الهموم”.. بتلك الكلمات بدأ أبو الفتوح إبراهيم من محافظة الأقصر، حديثه لـ مصراوي، موضحا أنه يحرص كل عام على المجيء من مركز الطود بمحافظة الأقصر، من أجل الاحتفال وحضور مولد شيخ العرب السيد البدوى، ويجلس بجوار الضريح طيلة أسبوع كامل حتى الليلة الختامية، أشعر براحة نفسية، وأتمنى أن أسكن بجواره.
“هنا تزول الأحزان”.. بهذه العبارة التقط المتولي حجازي، أطراف الحديث راويًا أنه يأتي يوميا طوال أسبوع الاحتفال بالسيد البدوي من محافظة القليوبية إلى مدينة طنطا مستقلا القطار، وذلك من أجل حضور الاحتفال والجلوس في حلقات الذكر وأداء الصلوات في رحاب المسجد، كما يحرص على المبيت في الليلة الختامية.
يستكمل السيد عرفان أحد أتباع الطريقة الأحمدية والمقيم بمحافظة الشرقية: “كل سنة بنحضر المولد ونقعد أسبوع كامل ونحرص على زيارة الأضرحة وقدم الرسول عليه الصلاة والسلام، أنا عارف كل مكان في المسجد، مقام السيد البدوى، موجود من عام 675 هجريا، و1276 ميلادية، وكان عبارة عن زاوية أقامها طلابه حول مقبرته حتى توسعت للمساحة الحالية.
ويوضح: “جانب ضريح الشيخ سيدي مجاهد، وأحمد حجاب ونور الدين وسيدي عبد الرحمن، بجانب وجود حجر عليه أثر قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم”، مستكملا بأن هناك احتفال آخر يقام في شهر مايو، يسمى بالمولد الرجبي أو رجبية السيد البدوى، نسبة إلى تاجر يدعى رجب العسيلي، كان يجهز كسوة للضريح كل عام في ذلك التوقيت، ويحضر بها علي ظهر جمل وسط موكب كبير.
يستفيض عرفان قائلا إن “السيد البدوى يطلق عليه عدة ألقاب، منها شيخ العرب، وذلك لكرمه وجوده، والملثم لأنه كان يغطي وجهه صيفاً وشتاء طيلة الوقت، والسطوحي، لأنه قضى فترة زمنية طويلة أعلى السطح، وأبو الفتيان، وغيرها مثل العيسوي وأبو العباس، والعطاب، والزاهد”.
وأثناء الحديث لـ مصراوي، وفي وسط الزحام، كانت تجلس أسرة في إحدى زوايا المقام تستمع للشرح والتعريف من الأب بكل أذن صاغية عن الضريح وصاحبه: “أول مرة أجيب أسرتي معايا، ديما كنت بحضر لوحدي، من محافظة المنوفية، وهذا العام قررت أن أصطحب أسرتي”، يقول أبو العينين عبد الفتاح، والذي قرر السفر وأسرته هذا العام من أجل الاحتفال بالمولد، وشراء الحلوى للأطفال.
بمجرد خروجك من ساحة المسجد، تصطف خيام على الجانبين، وزينة تنير الطرقات والشوارع، ومريدين أتوا من جميع أنحاء الجمهورية، وآخرين من دول مختلفة.
ويقول الشيخ عبد الجواد: “كل طريقة صوفية لها مجموعة من الخيام، يتم تجهيزها من أجل استقبال المريدين والزوار، ويتم توفير المأكل والمشرب، وفي المساء تقام حلقات الذكر، كلنا واحد وأساس الصوفية هي زهد، الغني يقوم علي خدمة الفقير، الكل هنا سواسية، ونحرص علي إقامة هذه الخيمة كل عام في مولد السيد البدوى.