06:48 م
الخميس 20 يوليو 2023
كتب محمود عبدالرحمن:
درجات الحرارة تسجل أرقاما غير مسبوقة، لم يعتاد عليها محمد عطية الذي يمارس عمله كخباز أمام فران بإحدى المخابز البلدية، يقف الشاب في مواجهة اللهيب المتصاعد من ألسنة النيران التي لا يملك رفاهية الهروب منها، للحصول على الأجرة التي يتقاضاها نهاية كل يوم، حيث تساعده تلك الأجرة في تلبية احتياجات أسرته التي لايو جد لها مصدر دخل آخر سوى عائد عمله بالمخبز.
“الجو صعب جدا بس لو قعدت في البيت مين يصرف علينا؟”، يقولها الشاب. منذ 10 سنوات يعمل محمد القادم من إحدى قرى محافظة الفيوم كعامل فران، تنفيذا لرغبة شقيق والده الذي طلب منه العمل معه في المخبز الذي يمتلكه بمنطقة أرض اللواء مقابل أجرة يومية كانت لا تتخطى الـ 100 جنيه حينها، يقول “جيت اشتغلت ومن يومها في الفرن”، لترتفع تلك الأجرة مع مرور تلك السنوات إلى 250 جنيها يوميا.
وتشهد العديد من الدول من بينها مصر، موجة من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة نتيجة العديد من العوامل المختلفة أبرزها سيطرة منخفض الهند الموسمي، ومرتفع جوي في طبقات الجو العليا بجانب التغيرات المناخية، بحسب البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وأدت تلك التغيرات لتخطي درجات الحرارة الـ 40 درجة مئوية في بعض محافظات الجمهورية.
“الشغل في الصيف صعب جدا بسبب الحرارة وخصوصا الأيام دي”، يستكمل محمد صاحب الـ26 عاما. حيث يجبرهم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف على تغيير مواعيد العمل ليبدأ من الرابعة صباحا على عكس مواعيد العمل في فصل الشتاء: “بنصحى بدري جدا عشان نخلص قبل الجو ما يبقى صعب”، خصوصا في ظل عدم تواجد مراوح تهوية داخل المخبز بسبب نيران الفرن “مينفعش يكون في مرواح عشان النار والدقيق”، يقولها الشاب.
“لما الشغل يبدأ مينفعش نوقف النار غير لما نخلص”، يقول حازم شعبان أحد العمال بالمخبز، موضحا: هكذا نحافظ على العجين من التلف الذي يكون له وقت محدود لوضعه داخل الفرن، “لو العجين خد وقت كبير يسيح من الخميرة”، لذا يجبر حازم ورفاقه من العمال على تحمل درجات الحرارة داخل المخبز حتى انتهاء تسوية كميات العيش المعتادة يوميا.
“في الشتا كلنا بنحب الشغل قدام الفرن غير الصيف”، يستكمل الشاب، وذلك للتدفئة أمام ألسنة النيران على عكس الصيف: “في الصيف كلنا بنكون حابين نهرب من الشغل”، لكن مع زيادة فترة عمله بالمخبز التي تخطت الـ 4 سنوات أصبح الأمر معتاد يقول: “ده شغلنا اللي بنصرف منه ومفيش غيره”.