05:53 م
السبت 21 ديسمبر 2024
بي بي سي
ارتفع عدد قتلى الهجوم الذي استهدف سوق هدايا عيد الميلاد في مدينة ماجديبورج بألمانيا الجمعة إلى 5، بالإضافة إلى 200 إصابة، بحسب تصريح لرئيس وزراء ولاية ساكسونيا راينر هاسيلوف.
من جانبه، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الذي زار موقع الهجوم بـ”كارثة رهيبة”، معرباً عن قلقه بشأن إصابة حوالي 40 شخصاً بجروح خطيرة جراء عملية الدهس.
وأضاف “لن نستسلم لأولئك الذين يريدون نشر الكراهية”، متعهداً بأن ترد ألمانيا “بكل قوة القانون” على “الهجوم الرهيب الذي أدى إلى إصابة وقتل الكثير من الناس” بالقرب من ذكرى هجوم متطرف مميت عام 2016 على أحد أسواق عيد الميلاد في برلين.
ودعا شولتس إلى “الوحدة الوطنية” في وقت تهتز فيه ألمانيا بسبب نقاش واسع حول الهجرة والأمن مع توجهها نحو الانتخابات في فبراير المقبل.
“من المهم أن نبقى متحدين كدولة، وأن نتمسك ببعضنا البعض، وأن نربط أذرعنا ببعضنا البعض، وألا تكون الكراهية هي التي تحدد تعايشنا، بل حقيقة أننا مجتمع يسعى إلى مستقبل مشترك”، بحسب شولتز.
وعززت شرطة برلين وجودها في أسواق عيد الميلاد بالمدينة بعد الهجوم الذي وقع في ماجديبورج.
وأكدت وزيرة الداخلية في برلين، إيريس سبرينجر، عبر منشور على “إكس” أن السلطات الأمنية تعمل بتنسيق وثيق.
من جانبه، أعلن مستشار مدينة ماجديبورج لشؤون النظام العام، روني كروج، أن سوق عيد الميلاد في المدينة سيظل مغلقاً، مؤكداً أن “عيد الميلاد في ماجديبورج قد انتهى”، وذلك وفقاً لإذاعة ألمانيا الوسطى (إم. دي. آر).
كما أفادت وزارة الداخلية صباح اليوم بأنها قررت رفع الأعلام إلى منتصف السارية في المباني الرسمية في ولاية ساكسونيا أنهالت، التي تعد ماجديبورج عاصمتها، تكريماً للأشخاص الذين لقوا حتفهم في الهجوم.
يُذكر أن سوق عيد الميلاد في برلين شهد في عام 2016 هجوماً بشاحنة، أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العديد.
ماذا نعرف عن منفذ الهجوم؟
قال حاكم ولاية ساكسونيا إن “الشرطة الألمانية اعتقلت طبيباً سعوديا يُعتقد أنه اقتحم بسيارته سوقاً لعيد الميلاد في ماجديبورج، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين”.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن المشتبه في تنفيذه الهجوم هو طبيب سعودي يبلغ 50 عاماً وصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت التي تقع عاصمتها ماجديبورج على بُعد 160 كيلومترا من برلين.
والرجل الذي قدّمته وسائل الإعلام المحلية باسم “طالب” قد “تصرف بمفرده” وفق هاسيلوف.
وقال هاسيلوف إن دوافع المنفذ لا تزال غير واضحة، “إذ لم يكن معروفاً لدى الشرطة على أنه متطرف إسلامي”، حتى إنه نشر آراءً على شبكات التواصل الاجتماعي تندد بمخاطر “الأسلمة” وفقا لوسائل إعلام ألمانية.
وأفادت وسائل الإعلام بأنّ “المشتبه به لديه صلات مع اليمين المتطرّف في ألمانيا، وكان معروفاً بين المهاجرين السعوديين، كما كان يساعد طالبي اللجوء خصوصاً النساء”.
كما ذكرت الداخلية الألمانية أن منفذ الهجوم على سوق ميلادي في ألمانيا “معادٍ للإسلام”.
السعودية في أول تعليق على الهجوم
في أول تعليق لها على الحادثة، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها لحادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماجديبورج في ألمانيا.
كما عبرت الوزارة عبر منصة إكس عن “تضامن السعودية مع الشعب الألماني وأسر الضحايا”، مؤكدة “موقف المملكة في نبذ العنف”.
ولم تكشف السعودية عن أي معلومات تخصّ المشتبه به.
هذا وتوالت الإدانات الدولية، إذ أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء الهجوم الذي وقع في مدينة “ماجديبورج” الألمانية، الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص.
وأعرب المتحدث باسم السكرتير العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن تعازي الأمم المتحدة لأسر الضحايا وحكومة وشعب ألمانيا، مع تمنياتهم بالشفاء العاجل للمصابين.
من جانبها، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الهجوم الذي وقع في سوق عيد الميلاد في “ماجديبورج”، واصفة إياه بـ “العمل الوحشي والجبان”.
وقدمت فون دير لاين تعازيها لعائلات الضحايا، وشكرت رجال الشرطة وعمال الإنقاذ على جهودهم، مشددة على ضرورة التحقيق في هذا الهجوم ومعاقبة المسؤولين عنه.
كما عبر الرئيس البولندي أندريه دودا عن صدمته من الهجوم، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين، ووصفت وزارة الخارجية البولندية في بيان لها الهجوم حول موسم الأعياد من وقت للفرح إلى مأساة.
أما تركيا فقد طالبت عبر وزارة خارجيتها بمحاسبة الجناة “أمام العدالة”.
هذا وأدان الأردن “حادثة الدهس”، وأكدت وزارة الخارجية عبر منصة إكس “الاستنكار المطلق لجميع أشكال العنف والإرهاب، التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع المدنيين”.
كما أدانت مصر “حادث الدهس” وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، استنكارها لما وصفته بجميع أشكال العنف والإرهاب، وأدان الأزهر الحادث، مؤكدا أن “الاعتداء” على الآمنين وترويعهم أيًّا كان دينهم أو معتقدهم ”جريمة نكراء”، وخروج عن كل التعاليم الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية.