04:48 م
الجمعة 01 مارس 2024
جنوب سيناء – رضا السيد :
تعد صناعة الكليم اليدوي فن معقد تستخدم فيه خيوط الصوف ذات الألوان الزاهية، ورسومات تخلط في مكوناتها وتصميماتها بين التراث السيناوي، والفن الفرعوني والعربي والشعبي، لتظهر في النهاية قطعة فنية غاية في الروعة والإبداع، وهذه الصناعة تعد إحدى المشغولات اليدوية من موروثات التراث البدوي بجنوب سيناء، وتحرص السيدات السيناويات على إحيائها من خلال تعليم الفتيات عبر الأجيال المختلفة.
قالت جميلة سليمان، سيدة بدوية وصاحبة مركز للمشغولات اليدوية، إن الكليم يعتمد في صناعته على استخدام النول البسيط، دون الاستعانة برسومات محددة، أو نماذج معينة، وتقوم السيدات بنسجه بأناملهم بالفطرة لتظهر في النهاية منتجات متميزة تعبر عن واقع البيئة الطبيعية.
وأوضحت جميلة في تصريح اليوم، أن من أهم المشغولات اليدوية التي تقبل السيدات السيناوية على تعليمها هي صناعة الكليم، كونه من أساسيات المنزل البدوي، ويعد من أصعب الصناعات اليدوية التي تحتاج إلى تركيز لتناسق الألوان، ووقت وجهد كبير حتى ينتهي، خاصة أنه يجري صناعته بالنول اليدوي البسيط، وتحرص السيدة السيناوية على تعليم الفتيات هذه الصناعة منذ الصغر للحفاظ على التراث.
وأكدت أن جميع السيدات السيناوية يقبلن على تعليم المشغولات اليدوية خاصة الكليم، لكونهم يفضلن فرش منازلهم به لما يتمتع به من ألوان زاهية تقوم هي باختيارها لنشر البهجة في منزلها، مؤكدة أن عدد كبير من السيدات يحترفن صناعة الكليم والسجاد اليدوي لزيادة دخل أسرهن خاصة أن هذه الصناعات ذات عائد مادية كبيرة.
وأضافت أنه كلما كانت الخامات المستخدمة في غزل الكليم أو لسجادة قيمة، كلما زادت قيمته المادية، ويتوقف الوقت الذي يستغرق لإنهاء قطعة الكليم الواحدة على حجم الكليم، فقد يستغرق من 4 إلى 10 أيام طبقًا لطوله وعرضه، لافتًا إلى أن النول الذي يستخدم في صناعة الكليم مختلف عن النول الذي يستخدم في صناعة السجاد، ولكن كليهما يدويًا، ولكن الكليم يمكن استخدام الصوف العادي، أو قصائص القماش، أو لفائف صوف الخراف في صناعته، وعلى الرغم من بساطة مكوناته ورسوماته إلا انه يجذب اليه أنظار المحبين للأصالة.
وأشارت إلى أنه رغم التكنولوجيا الحديثة يجري استخدام النول البدائي البسيط في غزل الكليم، وهذا النول يمكن التحكم في حجمه طبقًا لطول وعرض القطعة التي تريد السيدة شغلها، إضافة إلى أنه يمكن استخدامه أيضًا في شغل حقائب السيدات اليدوية التي تعد تحفة فنية، يقبل العديد على شرائها، ويحدد سعرها طبقًا لقيمتها الفنية والخامات التي تستخدم.
وتابعت : إن الكليم اليدوي الآن أصبح بؤرة اهتمام الجميع وليس البدو فقط، حيث جرى مؤخرًا استخدامه في الديكورات كفرش مساحة صغيرة داخل الحدائق وعلى الشواطئ، أو كلوحات فنية تعلق على جدران الغرف، لذا أصبح من الصناعات اليدوية التي الفريدة التكوين والتركيب، ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المهتمين بجوانبها المختلفة.