11:18 م
الجمعة 14 يونيو 2024
كتابة وتصوير- رمضان يونس:
الثانية فجرًا؛ بينما غلب النعاس”أبو مينا”، دق جواله فجأة أخبره المُتصل أن النيران طالت “عشش الزرايب” ليتذكر الحريق الذي حدث العام قبل الماضي؛ هٌم ذو الأربعين عامًا لإلحاق مخزن “البيكيا” والكرتون، وحاول لإنقاذ مخزنه، لكن شدة لهيب النيران كانت عائقا أمامه: “محدش كان قادر يطفي النار”.
قرابة 3 ساعات، تمكنت فيها قوات الدفاع المدني بالجيزة من مجابهة لهيب النيران التي لاحقت أضرارها عدد من المنازل على أطراف قرية البراجيل، مما أصيب سُكانها بحالات اختناق، وتمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة على الحريق بعدما تحول كل شيء في العشش إلى رماد: “محدش كان عارف يدخل يلحق أي حاجة من النار”.
مأساة أصحاب “عشش الزرايب”، تكررت مرتين، الأول قبل 3 أعوام عندما حدث حريق مشابه، تضرر منه العشرات من أصحاب مخازن فرز “القمامة والخشب والصاج” بعد منتصف ليلة الأول من أكتوبر ٢٠٢١، حتى أتت النار مجدًدا وقضت على كل شيء وتسبب في نفوق العشرات من الماشية والأغنام والخنازير “ناس كتير هنا اللي مشترية مواشي بيسترزق منها أخر السنة النار كلتها”. تقول أم أحمد أحد المتضررين من الحريق.
في الصباح وبعد أن أجرت قوات الحماية المدنية عمليات التبريد التي استمرت للثانية عشر ظهرًا، بدأ “أبو مينا” وزوجته في جمع بقايا مخزنه المتناثرة على الأرض: “النار كلت كل حاجة حتى الصاج اللي عاملين بيه العشش”.
مصير شرارة النار التي حولت حياة المتضررين لجحيم لم يعرفوا حتي الآن مصدره، ولم يتهموا أحدًا بعينه أشعل النار، مستبعدين أن تكون الكهرباء وراء ذلك كون العشش دون توصيلات كهربائية “كل سنتين تلاته تحصل كارثة ومحدش يعرف مين الفاعل!”.
بين مآسي أهالي “العشش” كان النصيب الأكبر لـ”أبانوب”الذي أشتري “عجلان” في نهاية العام الماضي من أحد تجار المواشي بالبراجيل، بينما كان ينتظر بفارغ الصبر موسم الأضاحي لبيع المواشي لسداد ما تبقى للتاجر من ثمن العجول. حتي أتت النار وقضت على “زريبته وما فيها”، يقول أبانوب: “التاجر هيجي يطلب فلوس المواشي اللي اشتراها منه واتحرقت”.
يناشد بعض مُلاك أهالي “الزرايب” الجهات المختصة في محافظة الجيزة، تسهيل إجراءات تصاريح البناء لعدم تكرار حوادث الحرائق.
بدوره، عاين فريق من نيابة أوسيم بالجيزة، مكان الحريق فيما انتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص أسباب الحريق، لكشف ملابساته وأسبابه وحصر الخسائر الذي خلفه الحريق.