11:48 ص
الثلاثاء 30 يوليو 2024
كتب- محمد شاكر:
تفقد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اليوم الثلاثاء، المتحف المصري الكبير،وتابع آخر تطورات ومستجدات الموقف التنفيذي للأعمال بالمتحف.
ورافق الوزير خلال الجولة يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، واللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة كنوز، والدكتور الطيب عباس مساعد الوزير للشؤون الأثرية بالمتحف، والدكتور حسين كمال مدير عام شؤون الترميم بالمتحف، والدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف.
واستهل الوزير الجولة بتفقد منطقة المسلة المعلقة للملك رمسيس الثاني، حيث استمع إلى شرح مفصل من اللواء عاطف مفتاح حول هذه المسلة وتاريخ نقلها وفكرة وضعها في بداية مسار الزيارة بالمتحف؛ لتتيح للزائر لأول مرة، رؤية الخرطوش الخاص بالملك (ختم الملك) والذي يوجد في قاعدة المسلة ويحمل اسم الملك، مشيراً إلى أن هذه المسلة تظهر براعة المصري القديم في تصميم ونحت الآثار.
وتفقد الوزير منطقة البهو والمنطقة التجارية بالمتحف وبيت الهدايا الرسمي، حيث أكد أهمية هذه المنطقة في إثراء التجربة السياحية للمتحف؛ خصوصًا في ظل ما يعكسه حجم ومستوى إقبال الزائرين والسائحين المصريين والأجانب.
وحرص الوزير على التعرف على مسار الزيارة الخاص بالمتحف، والتأكد من تزويد هذا المسار بكل الخدمات اللازمة لإتاحة السياحة الميسرة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتفقد فتحي غرفة التحكم والمراقبة المركزية بالمتحف والتي تضم 11 غرفة فرعية مرتبطة بكل الأنظمة الخاصة بالمتحف؛ حيث تم من خلال عرض تقديمي، استعراض آليات سير العمل بهذه الغرفة من خلال إبراز الأنظمة الأمنية والتكنولوجية الخاصة بمشروع المتحف، والأنظمة المتعلقة بتجربة الزائر، حيث يتم من خلال هذه الغرفة السيطرة الأمنية الكاملة للمتحف وما يحتويه من قطع أثرية؛ حيث تعمل الغرفة على بناء قاعدة معلومات متكاملة ومدعومة بالصوت والصورة، الأمر الذي من شأنه يحقق نقلة نوعية لأنظمة الحماية الأمنية لكل مباني المتحف والمنشآت الملحقة به وكذلك رصد أي تجاوزات تحدث داخل المتحف.
وثمن شريف فتحي مستوى تطور الخدمات التي تقدمها غرفة التحكم المركزية الموجودة بالمتحف ودورها في دمج وربط كل أنظمة العمل بالمتحف بصورة جيدة؛ خصوصًا ما يتعلق بالأنظمة الأمنية والتكنولوجية.
وتفقد وزير السياحة والآثار منطقة محاكاة لنهر النيل، الموجودة أمام متحف مراكب الملك خوفو؛ حيث استعرض اللواء عاطف مفتاح ما تم تنفيذه من أعمال بها ووضع القطع الأثرية وفقاً لسيناريو العرض المتحفي في هذا السياق وإقامة تمثال من الجرانيت الوردي للإله حابي معبود النيل عند القدماء المصريين، واقفاً على مقدمة النهر، وكذلك مجموعة التماثيل على جوانبه والتي تقف لحماية نهر النيل.
وأشار فتحي إلى أنه تم أيضاً الانتهاء من محاكاة الحفر الخاصة بالمراكب بنفس المقاييس الخاصة بالحفر الأصلية والتي تم اكتشاف أخشاب المراكب بها وتم وضع مجموعة من الأحجار الأثرية على هذه الحفرة التي تحتوي على الجرافيتي الخاص المكتشف عليها، بإلإضافة إلى تفقد متحف مراكب الملك خوفو، وما تم إنجازه من أعمال به وكذلك مسار الزيارة داخله وسيناريو العرض الخاص به؛ حيث تم استعراض آخر المستجدات الخاصة بأعمال ترميم المركب الأولى، وكذلك أعمال ترميم المركب الثانية؛ بما يضمن الانتهاء منها في الوقت المحدد لها وعرضها جنباً إلى جنب مع المركب الأولى لأول مرة.
وشاهد الوزير فيلمًا تسجيليًّا قصيرًا والذي سيتم عرضه للزائرين من خلال شاشة عرض تفاعلية، عن تاريخ وطريقة اكتشاف مراكب خوفو وعملية نقل المركب الأولى من مكان عرضها السابق بمنطقة أهرامات الجيزة إلى مكان عرضها الحالي والدائم بالمتحف المصري الكبير .
واستمع الوزير، خلال تفقده لمنطقة الدرج العظيم وقاعات العرض الرئيسية وتلك الخاصة بالملك الذهبي توت عنخ آمون، إلى شرح من الدكتور الطيب عباس حول آخر مستجدات تنفيذ أعمال العرض المتحفي لمختلف القطع الأثرية، وفلسفة سيناريو العرض المتحفي لها، بالإضافة إلى استعراض ما قام به المتحف من خدماته للسياحة الميسرة من فاقدي البصر للتعرف على المعروضات من الحضارة المصرية العريقة حتي يتسنى لهم لمس المستنسخات الأثرية التي تم إضافتها في بعض الأماكن المحددة بالدرج العظيم والتعرف على شكل القطع الأثرية الأصلية، كما استعرض موقف الأعمال داخل قاعات العرض الرئيسية، بما في ذلك منظومة الإضاءة داخل فتارين العرض، وأعمال وضع وتثبيت القطع الأثرية بها، والوسائط المتعددة.
وأوضح الدكتور الطيب عباس أن الدرج العظيم يعدُ من أكثر الأماكن تفرداً بالمتحف والتي تميزه عن باقي المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية التي تجسد روائع فن النحت بمصر القديمة، والتي تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي جميل يُظهر أهرامات الجيزة الخالدة.
وعرض الدكتور عيسى زيدان أبرز التجهيزات التي تمت لنقل وترميم القطع الأثرية المختلفة حتى وضعها في أماكن عرضها الدائم بالمتحف، حيث تم الانتهاء من تثبيت جميع القطع الأثرية داخل فتارين العرض بالقاعات الرئيسية والانتهاء من ضبط درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، بما يتماشى مع المعايير العلمية في التحكم البيئي للآثار سواء العضوية أو غير العضوية.
وأشار عيسى إلى أنه تم تثبيت القطع الأثرية الثقيلة على القواعد الخاصة بها، والانتهاء من تنفيذ جميع التصميمات الخاصة بأعمال الجرافيك والوسائط المتعددة الخاصة بعمليات الشرح والإيضاح وكذلك بطاقات الشرح الخاصة بكل قطعة.
وحرص الوزير على تفقد مركز الترميم بالمتحف، حيث قام الدكتور حسين كمال باستعراض آليات سير العمل بالمركز والطرق الأثرية والعلمية التي يتبعونها في ترميم القطع الأثرية بما يسهم في الحفاظ عليها بصورتها الأصلية. وفي هذا الإطار، استمع الوزير إلى إحدى المرممات من فريق العمل بالمركز أثناء قيامها بترميم إحدى القطع الأثرية.
وحرص الوزير على لقاء مجموعة من العاملين بالمتحف من الأثريين والمرممين والتحدث معهم والتقاط الصور التذكارية معهم، مثمنًا على الجهود التي يبذلونها للحفاظ على الآثار المصرية العريقة وللانتهاء من هذا المشروع الضخم، ومعرباً عن إعجابه وتقديره البالغ لحجم الإنجاز الذي تشهده الأعمال بالمتحف، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعتبر من أهم المشروعات الكبرى والمهمة التي تقوم بها الدولة المصرية وتوليها اهتماماً كبيراً.