05:47 م
الإثنين 24 فبراير 2025
كتبت- سهر عبد الرحيم:
برغم استمرار سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن شبح الحرب يخيم مجددًا على القطاع الفلسطيني، مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية باستئناف القتال المكثف، فيما تتواصل عملية “تهجير صامت” في الضفة الغربية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله، إن استئناف الحرب في غزة بات مسألة وقت، موضحًا أن هناك تفاهمات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن تشكيل قيادة جديدة لهيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يمهد الطريق لتنفيذ العملية العسكرية التي يخطط الجيش لشنها على غزة، والتي وصفها بأنها “أمر لا مفر منه”.
وفي السياق ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، “ستندهشون من قوة ودقة وفتك العملية العسكرية لاحتلال غزة عندما نقرر الوقت المناسب لاستئنافها”، مشيرًا إلى أن الجيش يستعد لعملية أشد فتكًا في غزة بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زامير، وبدعم سياسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويأتي ذلك بعدما قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد لاستئناف القتال المكثف في قطاع غزة في أي لحظة، مشيرًا إلى أن الخطط العملياتية لذلك قد أعدت بالفعل، معربًا عن دعمه لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، إذ قال: “نحن ندعم خطة ترامب الهادفة إلى منح سكان غزة حرية المغادرة وإنشاء غزة أخرى”.
ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عمليات عسكرية فتاكة، يبقى مصير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية غامضًا. ففي غزة، يلوح شبح الحرب في الأفق، بينما تواجه الضفة عمليات “تهجير صامتة” قد تعيد تشكيل واقعها السياسي والديموجرافي.
وشهدت الضفة الغربية تصعيدًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية غير مسبوق، حيث أعلن جيش الاحتلال استخدام الدبابات لأول مرة منذ 23 عامًا منذ عملية “السور الواقي” عام 2002 في محيط مدينة جنين بالضفة.
ودفع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، بقوة من 3 دبابات إلى منطقة جنين بالضفة، موضحًا أن قرار استخدام الدبابات في معارك شمالي الضفة جاء بسبب ضغوط مارستها القيادة السياسية عليه برغم عدم وجود الحاجة المهنية لهذا القرار وكذلك لتجنب الاضطرابات في الضفة، حسبما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
واقتحم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، مخيم طولكرم شمالي الضفة، معلنًا توسيع العمليات العسكرية في الضفة عقب تفجيرات ثلاث حافلات بشكل متزامن في موقفين مختلفين للسيارات بمدينة بات يام في تل أبيب، الخميس الماضي، دون أن تُسجل أي إصابات.
والعبوات الناسفة التي انفجرت في الحافلات تزن كل واحدة منها 5 كيلوجرامات، مع وجود كتابة على إحداها تشير إلى “الانتقام من مخيم طولكرم”، حسبما كشفته القناة 12 الإسرائيلية.
ويمارس الاحتلال تهجيرًا ممنهجًا تجاه الفلسطينيين في الضفة، إذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس بالضفة، قائلًا إنه لن يسمح لسكان تلك المخيمات بالعودة إليها، حيث أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد للبقاء فترة أطول في مخيمات الضفة في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.
وفي السياق ذاته، قالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم بالضفة الغربية، الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرق وتدمير المنازل في مخيمي طولكرم(طولكرم ونور شمس)، حيث أجبر 90% من سكان مخيم طولكرم على النزوح قسرًا وبالقوة، كما رسم جيش الاحتلال خارطة للبيوت التي ينوي هدمها لشق شوارع جديدة في المخيم.
كما أكد تقرير نشرته “دائرة شؤون المفاوضات” في منظمة التحرير الفلسطينية، الجمعة، أن إسرائيل تقوم بتسريع بناء المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، لتعزيز مصالحها وتنفيذ خطط الضم.
واستشهد ما لا يقل عن 897 فلسطينيًا في الضفة الغربية في هجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي أو لمستوطنين، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفقًا لتعداد أجرته وكالة “فرانس برس” بناء على أرقام وفّرتها وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
ويُذكر أنه بعد يومين فقط من دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية في يوم 21 من الشهر ذاته، وخاصة في مخيمات مدن جنين وطولكرم وطوباس، مخلفًا 61 شهيدًا فلسطينيًا، وفق وزارة الصحة.
وفي ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل، ينتظر 3 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي في الضفة، مصير مجهول، إذ تعمل تل أبيب على فرض واقع جديد على الرغم من استمرار الإدانات والتحذيرات الإقليمية والدولية.
وحذرت السلطة الفلسطينية، اليوم الإثنين، على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من “تصعيد قوات الاحتلال عدوانها المدمر” على شمال الضفة الغربية، من خلال إجبار 40 ألف مواطن فلسطيني على التهجير من مناطق سكناهم، وتفجير المنازل والأحياء، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، خاصة في مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، وطوباس، والفارعة، واغتيال واعتقال المواطنين، وتدمير المدن والمخيمات، واستمرار الاستيطان ومحاولات الضم والتوسع العنصري، وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، وقال أمام مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية، اليوم الإثنين، إنه قلق للغاية إزاء تصاعد العنف في الضفة والدعوات للضم.
وقال جوتيريش في وقت أخلت إسرائيل فيه 3 مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية من سكانها ومنعت عودتهم، “إنني قلق للغاية إزاء تصاعد أعمال العنف والانتهاكات الأخرى التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وإزاء الدعوات للضم”.