بي بي سي
وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة السبت، لاستكمال المحادثات حول الهدنة المقترحة، حسبما أفادت وسائل الإعلام المصرية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” عن مسؤول كبير في حماس لم تسمه، أن جميع الوفود وصلت القاهرة، وأن الجولة الأولى بدأت عند الواحدة ظهراً بتوقيت جرينتش، بحضور الوفود القطرية والمصرية والأمريكية.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن حماس حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تواصل القتال بمجرد إطلاق سراح الأسرى.
ومع ذلك، أفادت “هآرتس” أيضاً أن مسؤولاً إسرائيلياً قال لها إن “إسرائيل لن توافق، تحت أي ظرف من الظروف، على إنهاء الحرب ضمن صفقة، وهناك تصميم على دخول رفح”.
وقال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، إن إسرائيل لم تتلق رداً رسمياً من حماس حتى هذه اللحظة، مضيفاً أن مجلس الحرب سينعقد لبحثه حال تلقي الرد.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير السبت، إن بلاده سترسل وفداً إلى القاهرة لاستكمال المحادثات بشأن هدنة غزة، إذا رأت “تطورا إيجابياً” بشأن صفقة الأسرى.
وصرح المسؤول لوكالة “فرانس برس” التي لم تكشف اسمه، إن “ما نبحثه هو اتفاق حول إطار عمل لصفقة أسرى محتملة”، متوقعاً أن تكون المفاوضات “صعبة وطويلة للتوصل إلى اتفاق فعلي”.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” عن مصدرين مصريين رفيعي المستوى، أن حماس استجابت لمبادرة القاهرة بشأن التهدئة في غزة.
وفي سياق حديث لوكالة شينخوا الصينية للأنباء، أوضح المصدران أن حركة حماس ترغب في “أخذ” ضمانات كافية لوقف الحرب.
“أجواء إيجابية”
نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” شبه الرسمية، عن مصدر رفيع المستوى لم تسمه، قوله إن “هناك تقدماً كبيراً في المفاوضات” بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل، وإن الوفد الأمني المصري “توصل إلى صيغة متفق عليها بشأن معظم نقاط الخلاف”.
وقالت حماس الجمعة إن الحركة و”قوى المقاومة الفلسطينية” عازمون على “إنضاج الاتفاق” بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني، بوقف العدوان بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعودة النازحين.
وأكد البيان الذي نُشر على حساب الحركة الرسمي على موقع تلجرام، على ضرورة أن يتضمن الاتفاق “إغاثة” الشعب الفلسطيني وبدء الإعمار، “وإنجاز صفقة تبادل جادة”.
وأضاف البيان “أن حماس تؤكد على الروح الإيجابية التي تعاملت بها عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخراً”، وأنها ستتوجه إلى القاهرة “بنفس الروح للتوصل إلى اتفاق”.
وتتكثف الجهود للتوصل إلى اتفاق لإطلاق وقف إطلاق النار في غزة؛ حيث تتجه الأنظار إلى العاصمة المصرية والاجتماع المرتقب الذي يشارك فيه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز.
وتقول مصادر مصرية إن كلا الجانبين قدما بعض التنازلات مؤخراً، ما أدى إلى إحراز تقدم في المحادثات، على الرغم من استمرار إسرائيل في القول بأن عملية رفح باتت وشيكة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة، إن الأمور تبدو “أفضل” هذه المرة، لكن التوصل إلى اتفاق سيعتمد على أن تعرض إسرائيل “ما يلزم لتحقيق ذلك”.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون بإحراز بعض التقدم في محادثات القاهرة، لكنهم ما زالوا ينتظرون سماع المزيد، حسبما قال مسؤول أمريكي الجمعة.
اتفاق “بلا تفكير”
يأتي لقاء القاهرة بعد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال فيها إن قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل ينبغي أن يكون “بلا تفكير” بالنسبة لحماس، التي يرى أنها من يقف حائلاً بين أهل غزة والهدنة.
وكان بلينكن يلقي كلمة في منتدى “سيدونا” التابع لمعهد ماكين في ولاية أريزونا الأمريكية، بعد أيام من لقائه برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من كبار القادة خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
وقبيل محادثاته مع بلينكن، تعهد نتنياهو بالمضي قدماً في الهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بغض النظر عن نتيجة مفاوضات التهدئة، رغم تحذير الإدارة الأمريكية من هذه الخطوة التي تهدد أكثر من مليون فلسطيني.
وقال بلينكن إن إسرائيل، التي تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري والدبلوماسي، لم تقدم بعد “خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين الذين يتعرضون للأذى”.
وأضاف أنه في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، لأن الضرر الذي ستحدثه يتجاوز ما هو مقبول”.
“ثلاث مراحل”
ونقل موقع “واللا”، عن مسؤول إسرائيلي، أن حماس مستعدة لدخول المرحلة الأولى من الصفقة التي لا تنص على إنهاء الحرب.
ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي، فإن حماس ستضع شروطاً صارمة فيما يتعلق بعدد الأسرى المقرر إطلاق سراحهم في غزة، مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” عن مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات قوله، إن إسرائيل لم تراجع بعد الاتفاقيات المذكورة في تقارير وسائل الإعلام العربية فيما يتعلق بالضمانات الأمريكية لإنهاء الحرب.
وذكر تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل”، أن الاقتراح الأخير يتضمن مرحلة أولى تستمر لمدة 40 يوماً، يجرى خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 33 من نحو 128 أسيرا إسرائيلياً في غزة منذ 7 أكتوبر، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق من القطاع.
وأضاف الموقع أن المرحلة الثانية ستستمر لمدة 42 يوماً، وتشهد إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، واستكمال إجراءات الهدوء المستدام في غزة.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستشهد تبادل الجثامين، وستستمر أيضاً 42 يوما.
تحذير لقيادات حماس في قطر
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية السبت، بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حذر قطر الشهر الماضي من أنه يتعين عليها طرد كبار مسؤولي حماس، إذا رفضت الحركة اقتراحاً آخر لوقف إطلاق النار.
وبحسب ما ورد، ردت قطر بأنها طلبت من قيادة حماس الاستعداد لسيناريو الاضطرار إلى مغادرة البلاد.
ونقل التقرير عن ثلاثة مسؤولين كبار، أن قطر كانت تستعد لطرد حماس منذ أشهر، بسبب الإحباط من عدم رغبة الحركة الفلسطينية قبول مقترحات وقف إطلاق النار.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن قطر قد تغلق المكتب السياسي لحماس كجزء من مراجعة أوسع لدورها كوسيط في الحرب بين الحركة وإسرائيل، وفقاً لمسؤول مطلع على مراجعة الحكومة القطرية.
لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
وقال المسؤول إن الدوحة تدرس السماح من عدمه لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر في دورها في الوساطة في الحرب الدائرة منذ سبعة أشهر أم لا.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن “ممارسة الضغط على حماس في الدوحة هو ضغط غير فعال”، مضيفاً أن أصحاب القرار موجودون في غزة، ولا يكترثون لموقع المكتب السياسي.
ونقل المصدر عن باتريك ثيروس، سفير الولايات المتحدة السابق في قطر، أن إخراج حماس من قطر سيكون “كابوساً” للبيت الأبيض، وسيمنع أي محادثات مستقبلية.