11:54 م
الخميس 08 فبراير 2024
كتب- محمد صفوت:
في خضم صراع مرير، يعيش السودان أزمة إنسانية مروعة، فمنذ اندلاع الحرب في عام 2023، واجهت البلاد موجة من العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تشهد العديد من مناطق السودان، خاصةً دارفور، صراعات مسلحة بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع.
وتُتهم الدعم السريع بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل تجنيد الأطفال واستخدامهم في العمليات العسكرية، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل العشوائي للمدنيين، والاعتداءات الجنسية، والتعذيب، وحرق القرى.
وتُفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بسبب نقص الغذاء والدواء، وانتشار الأمراض، وتدهور البنية التحتية، حيث يعاني المدنيون من أوضاع مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، ويعيشون في خوف دائم من العنف والانتهاكات.
مع استمرار الانتهاكات في السودان، والاتهامات الموجهة إلى الدعم السريع، خاصة بعد تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في يناير الماضي ويتهمها بقتل ما يصل إلى 15 ألف مدني في دارفور، وظهور أدلة متزايدة على أن المجموعة مسؤولة عن اعتداءات جنسية والإبادة الجماعية المحتملة تسعى المجموعة لتبرئة نفسها خاصة أمام الرأي العام الغربي.
ويقول موقع “ويرد” إن الدعم السريع تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع “إكس” (تويتر سابقًا) لتحسين صورتها أمام الغرب، حيث تبث صورًا على حساباتها لتقديم المساعدات إلى السودانيين، وتنشر بيانات إعلامية حول انتصارات المجموعة في ساحات القتال.
وبعد انقطاع خدمات الإنترنت عن مناطق في السودان، غرد حساب منظمة “أكسيس ناو” وهي منظمة غير ربحية معينة بحقوق الأشخاص الرقمية والمجتمعات المعرضة للخطر، عن حالة التعتيم التي يعيشها السودان خاصة مناطق سيطرة الدعم السريع.
وفقًا لـ “ويرد” رد حساب تابع للدعم السريع بأنهم كانوا مشغولين بتوزيع المساعدات على المحتاجين في السودان
ويرى “ويرد” أن استمرار حسابات لقوات الدعم السريع التي تتهم بجرائم حرب، على منصة مثل “إكس” رغم إزالة حساباتها على المنصات التابعة لـ”ميتا” و”يوتيوب” يسلط الضوء على منطقة رمادية في كيفية تعريف المنصات للعنف ومراقبته.
ويقول الباحث في مختبر الذكاء الاصطناعي المدني بجامعة نورث إيسترن محمد سليمان، إن الدعم السريع تواصل النشر باللغة الإنجليزية على منصة “إكس” بهدف التواصل مع العالم الغربي، كما يحاولون أن الظهور في مظهر الجيش المحترف.
أوضح سليمان في تصريحات لموقع “ويرد” أن قوات الدعم السريع حاولت في البداية مع السودانيين على منصة “فيسبوك” وكان هذا باللغة العربية.
ويشير “ويرد” إلى أن حسابات الدعم السريع على منصة “إكس” تبدو كشكل من أشكال العلاقات العامة الرسمية للمجموعة، التي لديها تاريخ في استخدام المنصة بطرق أكثر خبثًا ومكرًا
وأشار “ويرد” إلى تقرير صدر عن مختبر تابع للمجلس الأطلسي (DFRLab) في بداية الحرب السوداني في أبريل 2023، كشف عن وجود أكثر من 900 حساب على بدت كحسابات أصلية لكنها كانت غير نشطة لعدة سنوات قبل إعادة تنشيطها فجأة وروجت للدعم السريع.
ويقول التقرير إن الحرب في السودان حرمت السودانيين من الوصول إلى الإنترنت وأدى الصراع المستمر إلى تفاقم المشكلة مع قطع الإنترنت المتكرر، ويستخدم حوالي 8 بالمائة فقط من البلاد وسائل التواصل الاجتماعي.
وتوضح تيسا نايت، الباحثة في DFRLab: “من الصعب تحديد الجمهور العام لقوات الدعم السريع، لكن حقيقة قيامهم بترجمة الكثير من منشوراتهم إلى اللغة الإنجليزية تشير إلى أنهم على الأرجح يدركون حقيقة أن الأشخاص الذين يتابعون محتواهم على منصة (إكس) لا يتحدثون العربية، مما يعني أنهم يستهدفون جمهورًا دوليًا على الأرجح”.
وحذف يوتيوب وميتا كافة الصفحات التابعة للدعم السريع العام الماضي، وعلق متحدث باسم “ميتا” لـ”ويرد” عن سبب إزالة الصحفات التابعة للدعم السريع من منصاتها، قائلا: “تمت إزالة قوات الدعم السريع وقادتها من منصاتنا لانتهاكهم سياسة المنظمات”.
واستمرت حسابات الدعم السريع على “إكس” ولم تستجب لخطابات عدة لحذف الحسابات التابعة للدعم السريع، ووفقًا لسياسات “إكس” يحظر “المنظمات الإرهابية أو الجماعات المتطرفة العنيفة أو مرتكبي الهجمات العنيفة أو الأفراد الذين يروجون لأنشطتهم غير المشروعة”.
وعلق موظف سابق في “إكس” لـ “ويرد” بالقول، إنه حتى قبل سيطرة إيلون ماسك على المنصة كانت منظمة مثل الدعم السريع ظلت في المنطقة الرمادية للمنصة، لأن الولايات المتحدة لا تعتبرها منظمة إرهابية”.