05:29 م
الخميس 20 يونيو 2024
بيروت – (بي بي سي)
تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان احتدادا في التوترات، إثر تهديدات متبادلة بين جماعة حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وأثار فيديو بثته الجماعة اللبنانية المدعومة إيرانيا، غضبا في إسرائيل، دفع جيش الأخيرة إلى الإعلان عن “اعتماد خطط عملياتية” لهجوم في لبنان.
ورصد الفيديو خط سير طائرة مسيّرة نفذت إلى قلب إسرائيل ورصدت مواقع حيوية في حيفا على مسافة 17 ميلا (27.4 كيلومترا) من الحدود اللبنانية، فيما بدا استعراضا للقدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى العمق الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن بلاده كانت قريبة من التوصل إلى قرار بشأن الذهاب إلى الحرب، محذرا من أنه “حال نشوب حرب شاملة، ستتعرض جماعة حزب الله للتدمير، وسيتلقى لبنان ضربة موجعة”.
من جهته، توعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقتال “لا قواعد له ولا أسقف” ضد إسرائيل حال اندلاع حرب شاملة، مهدداً باجتياح منطقة الجليل، مشيرا لامتلاك الجماعة اللبنانية “أسلحة جديدة ستُرى في الميدان”.
لكن نصر الله استدرك قائلا إن جماعته لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل، وإنما تريد مساندة حركة حماس في غزة.
وعلى مدى شهور، شهدت الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان توترا، حيث أطلقت جماعة حزب الله آلاف الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، فيما ردّت الأخيرة بآلاف الهجمات الجوية.
وفي حديث لبي بي سي، رأى سيد غنيم، الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل، أن “الأمور تأخذ منحنى خطيرا، مؤكدا أن إسرائيل تمتلك القدرة على الحرب على أكثر من جبهة”.
وأشار غنيم إلى “التفوق العددي والنوعي لصالح إسرائيل على حساب حزب الله، لا سيما فيما يتعلق بالدفاع الجوي حال التصدي للنيران من كلا الجانبين”.
لكنه استدرك قائلا: “ماذا لو وجّهت جماعة حزب الله ضد إسرائيل 3000 صاروخ أو أكثر دفعة واحدة، وهي قادرة على ذلك؟”
ويرى غنيم أن بإمكان حزب الله “تحويل إسرائيل إلى العصر الحجري بحيث لا تعود تمتلك مصادر للطاقة، وذلك عبر قصف صاروخي بأعداد هائلة في آن واحد لا تتمكن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي من التصدي لها”.
ويشير غنيم إلى أهداف حيوية استراتيجية إسرائيلية في مرمى صواريخ حزب الله، مثل مصانع البتروكيماويات ومستودعات النفط ومحطات الطاقة، فضلا عن الأهداف البشرية في المستوطنات أو الأهداف العسكرية.
وتشير التقديرات إلى امتلاك حزب الله نحو 130 ألف صاروخ، ويرى البعض أن هذه التقديرات قادرة على إغراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطورة وضرب المدن الإسرائيلية الكبرى.
ويرى غنيم أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن خطط عملياتية لهجوم في لبنان، يأتي في إطار تفكير دفاعيّ-هجوميّ مفاده أن “إسرائيل لن تنتظر خطوة حزب الله الهجومية وستعمل على استباقها”.
وقال إيدو زلكوفيتش، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية بجامعة حيفا: “إن أحدا لا يستطيع أن يردع إسرائيل”.
وأضاف زلكوفيتش في حديث لبي بي سي: “لم نستعمل حتى الآن كل قدراتنا العسكرية”.
ورأى يوسي كوبر فاسر، رئيس الأبحاث السابق لدى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن التوترات على حدود إسرائيل الشمالية لا تزال “في طور التصعيد الخاضع للسيطرة”.
وأوضح كوبر فاسر أن اعتماد الجيش الإسرائيلي خططاً عملياتية لهجوم في لبنان هو “جزء من جهود تستهدف إرسال رسالة إلى حزب الله لخفض أنشطته كما تستهدف إظهار استعداد للمضي قُدما صوب نوع من التسوية”، حسبما نقلت صحيفة الوول ستريت جورنال.
وقال كوبر فاسر إن “جزءا من هدف حزب الله من زيادة هجماته ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة كان إجبار حكومة الحرب الإسرائيلية على قبول وقف إطلاق النار في غزة”.
وفي عام 2006، اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله استمرت رحاها زهاء 34 يوما، وانتهت إلى طريق مسدود. ومنذ ذلك الوقت، تعزز الجماعة اللبنانية ترسانة أسلحتها، فضلا عن أنها اكتسبت خبرة ميدانية كبيرة في سوريا بالقتال إلى جانب قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني مسانَدةً لبشار الأسد في الحرب الأهلية التي انزلقت إليها بلاده.