04:50 م
الإثنين 06 مايو 2024
غزة – (أ ف ب)
يعرب المدنيون الفلطسينيون في رفح في جنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد الاثنين بعدما باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي المُصر على شن هجوم كبير على مدينة رفح، “عملية محدودة النطاق” تهدف إلى إجلاء أكثر من مئة ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه طلب من سكان شرق رفح المغادرة. وجاء في منشور باللغة العربية ألقي صباح الاثنين في الأحياء الشرقية للمدينة “الى كل السكان والنازحين، جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية، من أجل سلامتكم يجب الاخلاء الفوري الى المنطقة الإنسانية بالمواصي”.
وشدد الجيش على أن أي شخص يبقى “في المنطقة يعرض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر”.
وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في غزة لوكالة فرانس برس “فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خاصة بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها والتي يتواجد فيها حاليًا 250 ألف نسمة”.
في المقابل، قدر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين بـ “نحو 100 ألف” شخص.
ويقيم نحو 1,2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهنا، بحسب منظمة الصحة العاليمة.
وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 أكتوبر في قطاع غزة. لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.
“أين نذهب؟”
ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بتوضيب مقتيناتهم استعدادا للانتقال.
وتساءل عبد الرحمن أبو جزر (36 عاماً) “إلى اين يمكن أن نذهب لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين وايضاً لا يوجد فيها مدارس لاستيعاب آلاف المواطنين. انا وعائلتي 13 شخصاً”.
وأضاف “زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضاً ضمن منطقة الاخلاء، فكيف سنتصرف معها؟، خصوصا أنه لا يوجد في المواصي مستشفيات وبعيدة عن أي خدمات،هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لانقاذها”.
وقال محمد النجار (23عاما) محامي “كافة المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية من دخول الجيش الاسرائيلي الى المدينة، وعدم معرفتهم الى أين سيذهبون، خصوصا أن القطاع قد استنفذ منه جميع مناحي ومعالم الحياة”.
وأكد “كان لدينا بصيص من الأمل بأن تنجح المفاوضات ويتم وقف لإطلاق النار” لكن الآن “الناس في حالة تخبط ..هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم وعندها ستحصل مجازر وأبادة حقيقة؟
وأوضح أن المنطقة التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي “مكتظة بالسكان أصلا ولا يوجد فيها أماكن لوضع الخيم”.
وشدد على أن “الناس لا يثقون بما يقوله الجيش بأنها منطقة آمنة فلا يوجد منطقة آمنة في قطاع غزة من شماله الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه طالما أن هناك احتلالا”.
وشدد الجيش الإٍرائيلي على أن العملية “تأتي في إطار خططنا تفكيك حركة حماس. وقد كان تذكير عنيف بوجودهم وقدراتهم العملاتية في رفح أمس”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين في هجوم صاروخي عند معبر كرم أبو سالم مع غزة. وقال إن الصواريخ أطلقت من منطقة محاذية رفح.
“لا خطة إنسانية موثوقة”
وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح.
وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة أوكسفام في الأراضي الفلطسينية “من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال ووقع هجوم على رفح”.
وأكدت “لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحصل” سائلة “إلى أين سيذهب النازحون الفلطسينيون فيما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟”.
اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصًا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 شهيدًأ غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.