11:28 م
الثلاثاء 18 مارس 2025
الفيوم – حسين فتحي:
لم يكن طريق إيمان أحمد رشوان محمد نحو لقب الأم المثالية الأولى بمحافظة الفيوم مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات والصعاب التي تحملتها على مدار 29 عامًا منذ زواجها عام 1989. لم تنعم بالحياة الزوجية سوى ستة أعوام، حيث أصيب زوجها المهندس علي حجازي بمرض الكبد وظل يعاني لخمسة أعوام حتى وافته المنية عام 1996، تاركًا خلفه زوجة صامدة وأبناء صغار.
تعمل إيمان وكيلًا لمدرسة الكعابي الابتدائية الجديدة، وتقول إنها تزوجت من المهندس علي حجازي الذي كان يعمل بشركة خاصة، إلا أن المرض باغته بعد ثلاث سنوات من زواجهما، لتبدأ معه رحلة علاج شاقة.
خلال تلك الفترة، أنجبت ابنتها الكبرى بسمة عام 1991، والتي حصلت لاحقًا على بكالوريوس العلوم ودبلومة في التحاليل الطبية، وهي الآن مديرة لأحد المعامل الطبية الكبرى في الفيوم، ومتزوجة وأم لابنتين. وفي 1992، رزقت بابنتها الثانية زينب التي حصلت على بكالوريوس التجارة، وهي أيضًا متزوجة ولديها ثلاثة أبناء. أما عبد الرحمن، ابنها الأصغر، فقد ولد عام 1995 قبل وفاة والده بخمسة أشهر، وحصل على بكالوريوس الهندسة (ميكانيكا) ويعمل حاليًا بإحدى الشركات الخاصة.
تحكي الأم المثالية أنها علمت بفوزها بالجائزة أثناء وجودها في المدرسة، حيث جاءها الخبر كمفاجأة لم تكن تتوقعها. وعن رحلتها في تربية أبنائها، تقول إنها تحملت المسؤولية كاملة بعد وفاة زوجها، فكانت تصطحبه إلى الأطباء تاركة أطفالها لدى والدتها، وكانت تتدبر نفقات المعيشة من راتبها في التربية والتعليم، إضافة إلى معاش لم يتجاوز 300 جنيه في ذلك الوقت.
رفضت الزواج بعد رحيل زوجها، وكرّست حياتها لتربية أبنائها وتعليمهم حتى تخرجوا جميعًا في الجامعات. لم تتردد في بيع ذهبها وميراثها عن والدها لضمان مستقبل أولادها، وهي اليوم تستعد لزواج ابنها الأصغر حتى تكمل رسالتها. تؤكد أنها لم تجعل أبناءها يشعرون يومًا بفقدان والدهم، رغم 29 عامًا من الترمل.
تحلم الأم المثالية بإتمام زواج عبد الرحمن وأداء فريضة الحج، مؤكدة أنها راضية بقضاء الله، رغم سنوات المعاناة التي لم يكن فيها الزوج حاضرًا ليحتضن أبناءه.