07:14 م
الجمعة 22 نوفمبر 2024
كتب – محمد شعبان:
ابن زوجة شيف شهير لم يبلغ السن القانونية، منح “جوز أمه” صدارة محركات البحث، صورته تصدرت وسائل الإعلام ومنصات السوشيال ميديا. الشيف الشهير بات حديث الساعة لا لوصفاته اللذيذة لكن جريمة قتل بالخطأ ارتكبها ابن زوجته الثانية “مايا” راح ضحيتها عامل بسيط تفصله أيامًا عن حفل زفافه.
الواحدة بعد منتصف الليل، أجواء شتوية تراجعت معها حركة المارة بشوارع مدينة الشيخ زايد عامة وأروقة قسم الشرطة خاصة. هدوء يطبق على المنشأة الشرطية استعدادًا لاستقبال جمعة مباركة لكن ثمة إشارة من شرطة النجدة بدد حالة الهدوء.
حادث مروع أمام كمبوند زايد 2000 ضحيته شاب في مقتبل العمر وسط تجمع عددًا من المارة -غالبيتهم زملاء الضحية- رفضوا مغادرة موقع الحادث حتى وصول الشرطة.
رائحة الموت تطبق قبضتها على الشارع، حالة الغليان لبركان نشط بين أحشاء زملاء الضحية تنذر باحتمالية تطور الأمور. هنا تدخل صوت العقل “العميد محمد أمين رئيس مباحث قطاع أكتوبر” موجهًا بالتواجد الشرطي الفعال وفحص الواقعة بدقة.
مقدمات أيقن معها المقدم عمرو مصطفى عبد العال رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد، أن ليلة مثيرة في انتظاره، جمع متعلقاته وانطلق صوب محل البلاغ بالتنسيق مع العقيد إسلام المهداوي مفتش مباحث الفرقة.
منذ الوهلة الأولى لوصوله، حرص “عبد العال” على معاينة الجثمان، تبين أنه عامل دليفري يدعى “عبد الرحمن فراج” أصل إقامته مساكن المعهد الديني بمحافظة بني سويف، جثة هامدة وسط بركة من الدماء أما دراجته النارية تحولت إلى قطعة خردة.
رواية شهود عيان وزملاء ضحية لقمة العيش أزاحت الستار عن الفصل الأهم في الحادث. صاحب الـ24 عامًا استقل دراجته النارية لتوصيل طلب أخير بالقرب من كمبوند زايد 2000.
لحظات قليلة كانت تفصله عن مشهد أخير مأساوي، ابن زوجة شيف شهير يسير بسرعة جنونية صدمه بسيارة “رينج روفر” تحمل أرقام لوحة معدنية “ع م ر 667” فأطاح به لمسافة تتجاوز 10 أمتار.
ابن محافظة بني سويف سقط غارقًا في دمائه أمام حديقة السلمانية بينما هرب السائق المتهور إلى داخل المنتجع السكني يستغيث بالشيف الشهير الذي عاد بعد دقائق يوبخ المارة محاولا رفع السيارة بواسطة ونش لكن حضور زملاء عامل الدلفري حال دون نقلها من موقع الحادث لحين وصول الشرطة.
قبل أذان الفجر، وصلت أسرة عامل الدليفري موقع الحادث، والدته لم تتحمل وقع الصدمة، انهارت من البكاء وخارت قواها من هول الفاجهة، أخذت تردد كلمات تخلع القلوب “ابني عريس راح في غمضة عين” مطالبة رجال الشرطة “عايزة حق ابني.. دا عريس يا ولاد”.
على بعد كيلمترات بسيطة تحديدا ديوان عام مديرية أمن الجيزة، يتابع اللواء محمد الشرقاوي تطورات البلاغ، توجيهات صارمة أصدرها لضباطه بفحص مسرح العمليات فحصًا دقيقًا وتطبيق القانون دون تهاون.
تعليمات مدير مباحث الجيزة ترجمها مفتش فرقة زايد ورئيس مباحث قسم أول لتحرك عاجل. “المهداوي” و”عبد العال” تحفظا على كاميرات المراقبة التي سجلت مشهد مروع وثق لحظة اصطدام سيارة ولاد الأكابر بدراجة عريس بالكاد أخذ على إجازة من مديره لإتمام مراسم زفافه بمسقط رأسه.
خيوط القضية بدت مكتملة، ابن زوجة الشيف الشهير -عمره لا يتجاوز 16 عامًا- ضرب بقواعد المرور عرض الحائط، جذبته حلاوة مكابح السرعة “البنزين” لتتجاوز سرعة السيارة 200 كم / ساعة حتى أن دراجة عامل الدليفري تهشمت بالكامل.
مع اكتمال الصورة، انطلقت مأمورية لضبط الشيف وابن زوجته الإعلامية الشابة، وفي توقيت متزامن حضر الشيف مع ابن زوجته إلى القسم وجرى التحفظ عليهما لمواجهتهما بالأدلة ورواية شهود العيان تمهيدًا لإحالتهما للنيابة العامة.
الواقعة أعادت للأذهان حوادث بنفس السيناريو بداية بحادث دهس ابن مالك هايبر وان لـ4 أشخاص بالشيخ زايد في 2021، مرورًا بدهس الفنان عباس أبو الحسن سيدتين ووفاة إحداهما بالشيخ زايد وبعدها صدم ابن الفنان أحمد رزق لعامل دليفري بمدينة 6 أكتوبر تلاه مطرب المهرجانات عصام صاصا ثم لاعب الزمالك أحمد فتوح.
تعددت حوادث دهس المشاهير والنهاية واحدة، نزيف على الأسفلت يكتب الصلح والتنازل مرتكبي تلك الوقائع حريتهم بعد دفع الدية.