03:50 م
الأربعاء 19 يوليه 2023
كتبت- سلمى سمير:
أفادت وسائل إعلام غربية بأن الجندي الأمريكي، الذي تخطى المنطقة منزوعة السلاح إلى كوريا الشمالية، دون الحصول على تصريح دخول، هو قيد الاحتجاز حاليا.
وصرحت واشنطن، أن الجندي فر بقرار شخصي منه، خلال جولة منظمة في المنطقة الفاصلة بين الجارتين الشمالية والجنوبية والتي تشرف عليها الأمم المتحدة، دون تدخلات ودون إذن مسبق، نافية وجود اتصالات مسبقة مع الجندي. وأضافت أن الحادث قيد التحقيق، وذلك وفق تصريحات للأدميرال جون أكويلينو قائد القوة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، ذكرتها “بي بي سي”.
وتعد الحادثة فريدة من نوعها إذ دائما ما تكون محاولات الهروب من كوريا الشمالية وليس إليها، مع تسجيل فرار أكثر من 1000 شخص إلى الصين قبل وباء كورونا حسب بيانات أصدرتها كوريا الجنوبية، التي طالما شهدت العديد من رحلات الهروب من الشمال رغم خطورتها على أصحابها من قبل السلطات في بلادهم.
وتسعى قيادة المجموعة العسكرية التابعة للأمم المتحدة، التي تدير المنطقة منزوعة السلاح والمنطقة الأمنية المشتركة، للضغط على الجيش الكوري الشمالي لمحاولة التفاوض لإطلاق سراح الجندي الذي لا تزال ظروف احتجازه “غامضة”.
وقال غريغ سكارلاتويو، المدير التنفيذي للجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، لبي بي سي، إنه من المحتمل أن تحاول سلطات كوريا الشمالية انتزاع معلومات من الجندي حول خدمته العسكرية، ويمكن أن “تحاول إجباره على أن يصبح أداة دعاية لها”.
يأتي الحادث في وقت تشهد فيه العلاقات توترا شديدا مع البلد شديد العزلة سواء بين جارتها الجنوبية أم الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد رسو غواصة نووية أمريكية مزودة بصواريخ باليستية، إلى إحدى موانئ كوريا الجنوبية في حادثة لم تتكرر منذ 40 عاماً، الأمر الذي ردت عليه بيونج يانج بإطلاق صاروخين باليستيين، تجاه الشرق فجر اليوم الأربعاء، وفق ما أكد عليه الجيش الكوري الجنوبي. ولم يتضح حتى الآن ملامح مستقبل الجندي العابر، الذي لم يُعرف ما إذا كان هرب إلى كوريا الشمالية أم أنه يأمل في العودة، الأمر الذي لم تعلق عليه بيونج يانج حتى اللحظة.
مصير الجندي؟
الجندي يدعى ترافيس كينج، في العشرينات من عمره التحق بالجيش الأمريكي منذ عام 2021، ويخدم في سلاح الفرسان ومتخصص في الاستطلاع، وعين بالبداية في الفرقة الأولى بالجيش، وأرسل بالتناوب مع الجيش الأمريكي إلى كوريا الجنوبية، حسبما أفاد بيان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.
واجه ترافيس تهما في كوريا الجنوبية بينها إتلاف سيارات للشرطة ولكم مواطن في ملهى ليلي، في أمر جعل مدة رحيله إلى الولايات المتحدة وشيك بسبب المخالفات التي ارتكبها حسبما ذكرت وكالة “يونهاب”.
وذكر شهود عيان كانوا معه بنفس الجولة لشبكة “سي بي إس” أنهم زاروا مبنى في الموقع الحدودي وسمعوه وهو يضحك بصوت مرتفع ويركض بين المباني، بينما اعتقدوا أنه كان يمزح، ليعبر بعدها الحدود ويختفي.
ورغم ضبابية الرؤية بشأن الجندي العابر، إلا أن كوريا الشمالية لها تاريخ طويل مع العابرين أو مخالفي القواعد على أراضيها من الأجانب، ففي عام 2017 سرق طالب أمريكي في كوريا الشمالية لافتة دعائية، اعتقل على إثرها لمدة عام ليتم إعادته لاحقا إلى بلاده في غيبوبة توفي بعدها سريعا، الأمر الذي أدى إلى تراجع العلاقات بين بيونج يانج وواشنطن.
وفي عام 2020، قام جنود من الجيش الكوري الشمالي، بتصفية مسؤول كوري جنوبي، في قطاع الثروة السمكية، وإضرام النار في جثته بعد أن دخلت مركبه لدى الشمال، حسب تصريحات سول وقتها، الأمر الذي اعتذرت عنه كوريا الشمالية لاحقا في حدث نادر.
ويعتقد أن الجندي هو الأمريكي الوحيد المعتقل لدى كوريا الشمالية، إضافة إلى 6 مواطنين من الجنوب لا يزالوا رهن الاعتقال، وفق ذكر “بي بي سي”.