04:43 م
السبت 22 يونيو 2024
بني سويف- حمدي سليمان:
كهف وادي سنور ببني سويف، تحفة جيولوجية فريدة من نوعها يبلغ عمرها ملايين السنين، ومكان سياحي جذاب يوجد في صعيد مصر، صنف الثالث على مستوى العالم باعتراف خبراء الكهوف الدوليين، وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، لما يتميز به من تكوينات جيولوجية فريدة من نوعها، وشكل هلالي نادر على مستوى العالم.
ويقع كهف وادي سنور بصحراء مصر الشرقية على بعد 70 كيلو متراً جنوب شرق محافظة بني سويف، و200 كيلو متر من القاهرة، بمنطقة محاجر الألباستر التي جرى اكتشاف بعضها واستغلالها في عهد الفراعنة، وفي عهد “محمد علي”، جرى اكتشاف البعض الآخر منها والتي استغلت في استخراج خام الألباستر (المرمر الأحمر)، الذي استخدم في تكسية جدران مسجده الشهير، والنافورات التي أقامها حوله بقلعة (صلاح الدين الأيوبي).
ويصل عمق الكهف 15 مترا تقريبا، ويتميز بتكويناته الجيولوجية الفريدة من نوعها، والأشكال المورفولوجية الرائعة، والتي تعرف باسم”الأسبيليوتيم”، فضلا عن شكله الهلالي النادر على مستوى العالم، وهو ما يعد ظاهرة مثالية لقطاع الكارست المتكامل، وتكوينات الحجر الجيري المتبلورة، والتي أضفت عليه جاذبية وجمالاً خلاباً، ووضعته في مصاف التكوينات الأرضية الطبيعية النادرة.
وأشار خبراء الجيولوجيا إلى أن الكهف يتراوح عمره من 36 الى 40 مليون عامًا، في العصور السحيقة، و نتج من تأثير عوامل الإذابة على الحجر الجيري الأيوسيني الموجود بجبل سنور، كما تمثل الصواعد والهوابط الموجودة بالكهف نموذجاً مثالياً نادراً، والتي تكونت نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض، واختلاطها بالحجر الجيرى منذ العصر الأيوسينى الأوسط.
وقد اشتهر عنه أنه اختبأ به الرئيس الراحل ( أنور السادات ) أثناء مطاردته من قبل الإنجليز بعد مقتل “أمين عثمان”، الذي كان ينادي بضرورة بقاء الإحتلال الإنجليزي في مصر قبل قيام ثورة يوليو، “على حد قول أهالي المنطقة”، حيث عمل
الرئيس الأسبق رئيسا لعمال المحاجر في منطقة ورشة سنور المجاورة للكهف، لدى إحدى الشركات التي كانت تمتلك امتياز استخراج الرخام، و تقطيعه، ونقله عبر النيل لبناء استراحة الملك فاروق، كما قام المفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود بزيارته فور سماعه عنه، وتصويره من الداخل بالكاميرات الحديثة، وأعد فيلماً تسجيلياً مفصلاً عن الكهف.