09:00 م
الثلاثاء 15 أغسطس 2023
كتب – محمود مصطفى أبوطالب:
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، ردود فعل واسعة بين المتابعين حول حكم التدخين، بعد الحديث مؤخرا عن ارتفاع أسعار بعض أنواع السجائر وخلوها من الأسواق.
وتفاقمت أزمة نقص بعض أنواع السجائر وارتفاع أسعارها في الأسواق خلال الأيام الأخيرة، ووصل بعض أسعار السجائر الشعبية لدى تجار إلى مستويات قرب 40 جنيها للعبوة.
ويرصد “مصراوي” على النحو التالي، أبرز فتاوى وآراء المؤسسات الدينية “الإفتاء – الأزهر – مجمع البحوث الإسلامية”، عن التدخين، كما يلي:
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإسلامُ حرم على الإنسان كلَّ ما يَضُرُّ بالبَدَن حِسِّيًّا أو مَعنَوِيًّا، وقد قال ربنا تبارك وتعالى:﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾.
وأشارت إلى أن الطيبات هي كل ما عاد على الإنسان بالنفع الحسي أو المعنوي أو لم يضره، والخبائث كل ما ضرَّ الإنسان حسيًّا أو معنويًّا، وقال عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ولقد رُوِي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ورواه مالك في الموطأ عن يحيى المازني رضي الله تعالى عنه، ورواه ابن ماجه عن عبادة بن الصامت.
وأوضحت أنه ثبت طبيًّا أن التدخين بكل أنواعه مضرٌّ بصحة وبدن الإنسان، فيكون محرمًا.
فيما أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن حفظُ النَّفس مِن أهمِّ مقاصد الشريعة الإسلامية؛ لذا حرَّم تناول كُلَّ ما يضرُّ بمقوِّمَات البدن، أو كفاءة أجزائه وأعضائه؛ قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }.
وأضاف في فتوى له:”مِن باب شُكر نعمة الصحِّة والعافية ألا يُلحق الإنسان ببدنه ما يؤذيه أو يؤدِّى إلى هلاكه بالتدخين؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:” لا ضرر ولا ضرار”، مشيرا إلى أنَّ فى التدخين إهدارٌ للمال، وهو أمرٌ منهى عنه؛ فَعَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ”. [مُتَّفقٌ عليه]
وأكد أن حرص المدخن على الإقلاع عن التدخين يعد مجاهدة لنفسه في الله سبحانه، ونجاحه في الإقلاع عنه يعود بالإيجاب على مجتمعه وأسرته، وسلامة حواسه، وصحته، والاستمتاع بنعم الله سبحانه.
وأكد مجمع البحوث الإسلامية، أن البحوث الطبية أثبتت أن تعاطى الدخان بكل أنواعه له أضرار جسيمة ومفاسد كثيرة منها الإضرار بالصحة العامة، وإضاعة المال وإهداره فى غير وجهه، وكل ما أدى إلى ذلك، فهو حرام زراعته وصناعته، وتعاطيه والتجارة فيه.
وأوضح المجمع في فتوى له، أن الله قال تعالى (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) {البقرة/195} وقال سبحانه (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ…) {المائدة/4}، والدخان ليس من الطيبات بل هو خبيث الطعم والرائحة، فهو حرام، قال تعالى (… وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ…) {الأعراف/157}، والدخان باتفاق خبيث، وقال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ…) ويقول النبى صلى الله عليه وسلم (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) سنن ابن ماجة.
وأشار المجمع إلى أن صانع الدخان وبائعه ومتعاطيه لا شك أنه يضر نفسه ويضر غيره، وفى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) رواه البخارى، وبناءً عليه: فإن تعاطى الدخان، بجميع أنواعه وترويجه والإتجار فيه، حرام شرعًا وعقلاً.