07:40 م
الثلاثاء 30 يوليو 2024
كتبت- سلمى سمير:
شهد معسكر سدي تيمان الواقع في صحراء النقب، توترات شديدة، إثر التحقيق مع عدد من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي من قبل الشرطة العسكرية، بتهمة ارتكاب انتهاكات واعتداءات جنسية بحق معتقلين فلسطينيين، تم أسرهم من قطاع غزة خلال الحرب الدائرة منذ 10 أشهر.
بدأت التوتر عقب توقيف الشرطة العسكرية، لـ9 من جنود الاحتياط، وُجهت إليهم تهم التنكيل وتعذيب أسرى فلسطينيين داخل المعتقل الإسرائيلي، حيث نشبت اشتباكات بين محققين من قبل الشرطة العسكرية، بعد نقل أسير فلسطيني إلى المستشفى إثر تعرضه لاعتداءات جنسية من قبل بعض الجنود جعلته عاجزًا عن المشي.
نقلت سلطات السجن الأسير الفلسطيني إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، بعد إصابته بجروح خطيرة، اُعتقل بعدها 9 جنود إسرائيليين إثر توجيه الشبهة لهم بالتورط في الاعتداء، من قبل الشرطة العسكرية ومحققيها، لينشب بعدها اشتباك بين الجنود ومحققي الشرطة العسكرية، أثناء التحقيق معهم أمس الاثنين.
هاجم المعسكر اليميني الواقع في جنوب إسرائيل عدد من المستوطنين المتطرفين بلغ عددهم مئات الملثمين والمسلحين ممن اعترضوا على احتجاز الشرطة العسكرية والأجهزة الأمنية لجنود يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وكان اللافت هنا أن اقتحام السجن جاء بمساعدة عشرات من زملاء الموقوفين من جنود الاحتياط بالجيش.
ولم يكن الاقتحام مجرد حادث عادي من قبل بعض المتطرفين، كما في حوادث توقيف شاحنات المساعدات، بل حمل معنى سياسي كبير، من خلال تقدم مجموعات المستوطنين وزراء ونواب في الكنيست الإسرائيلي منتمين إلى الائتلاف الحاكم وبينهم حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب “الصهيونية الدينية” بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحزب “عظمة يهودية” الذي يرأسه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
“الموت للإرهابيين” كانت هذه إحدى الهتافات التي تم ترديدها خلال الاقتحام من قبل وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو الذي دعا سابقًا لقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، وساند الوزير خلال الاقتحام أعضاء الكنيست تسفي سوكوت من الصهيونية الدينية و نيسيم فاتوري من “الليكود” وألموج كوهين من حزب “عظمة يهودية” الذي رُصد وهو ينادي في المستوطنين لاقتحام الأقفاص الحديدية التي يتواجد بداخلها الجنود المعتقلين لتحريرهم.
لم تصل قوات الأمن الإسرائيلية بشكل سريع إلى معسكر الاعتقال بل ظلوا بداخله لبعض الوقت قبل أن تتعامل قوات الأمن معهم، وخلال تلك المدة رصد المقتحمون الذين ارتدى بعضهم زيًا عسكريًا وهم يحملون شعار “القوة 100” وهو شعار الكتيبة الذي تم توقيف الجنود منها.
ومن بين الموقوفين قائد كتيبة “القوة 100” المعنية بحراسة الأسرى في السجون الإسرائيلية ويحمل رتبة رائد، مع توجيه اتهام قيادة الهجوم على المعتقل، إضافة إلى الجنود الثمانية الآخرين الذين شاركوا في الهجوم أيضًا.
وكتيبة “القوة 100” هي حديثة النشأة حيث تم تشكيلها في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أُنشأت بغاية مراقبة وحراسة الأسرى الذين يتم اعتقالهم من قطاع غزة واقتيادهم إلى السجون الإسرائيلية.
ومنذ إنشائها قبل 10 أشهر وحتى الآن لم تكن حادثة الاعتداء على الأسير الفلسطيني هي الأولى من نوعها في سجل الكتيبة، حيث ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير لها، أن جنود الكتيبة تورطوا في عدد من حوادث العنف والاعتداء بحق الأسرى الفلسطينيين، مستدلة بشهادة أحد الجنود في “سدي تيمان” والذي أفاد أن جنود الكتيبة ألقوا قنابل صوت في مكان تواجد الأسرى بعد أن طلبوا منهم الانبطاح على الأرض، ثم قاموا بعدها بركلهم بالأرجل بشدة.
ووجهت اتهامات إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بالتواطؤ في حادث اقتحام المعسكر الإسرائيلي، من قبل وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي طلب من نتنياهو بدء التحقيق مع بن غفير في مسألة تأخر وصول قوات الأمن إلى “سدي تيمان” بعد بدء الاقتحام، والذي رفض بدوره تصريحات جالانت، ورد في المقابل بمطالبة نتنياهو بالتحقيق مع جالانت فيما إذا كان لديه معلومات عن هجوم المقاومة الفلسطينية في الـ 7 من أكتوبر الماضي ولم يرسل تعزيزات إلى المنطقة الجنوبية.