07:30 م
الخميس 06 فبراير 2025
القاهرة-مصراوي
تعرضت مئات النساء للاغتصاب ثم الحرق أحياء، بعد أن اقتحم متمردون مدعومون من رواندا سجنًا للنساء في الكونغو. ووقعت هذه الجرائم في مدينة غوما، حيث هاجم سجناء رجال، كانوا قد أُطلق سراحهم، جناح النساء في سجن مونزينزي الأسبوع الماضي.
تأتي هذه الجرائم في أعقاب فرار آلاف السجناء الذكور وسط الفوضى التي أعقبت سيطرة متمردي حركة 23 مارس، المدعومين من رواندا، على مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
واقتحمت الجماعة المتمردة مدينة غوما الكونغولية الأسبوع الماضي، واعتدت على مئات السجينات داخل جناحهن في سجن مونزينزي بغوما، وذلك خلال عملية هروب جماعي من السجن، وفقًا لمسؤول رفيع في الأمم المتحدة.
وقالت فيفيان فان دي بيري، نائبة رئيس قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في غوما، إنه في حين تمكن عدة آلاف من الرجال من الفرار من السجن، تم إضرام النيران في جناح النساء.
ورغم قلة التفاصيل المتاحة عن الحادث، تبدو هذه الجرائم من بين الأسوأ في الصراع الأخير بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومع ذلك، لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من زيارة السجن للتحقيق بسبب القيود التي فرضها متمردو حركة 23 مارس، ما يجعل هوية الجناة غير مؤكدة حتى الآن.
فيما قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن أكثر من 150 سجينة تعرضن للاغتصاب ثم الحرق حتى الموت، خلال عملية هروب من سجن في غوما، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الأسبوع الماضي، حيث أضرم سجناء فارون النار في السجن.
وأوضح المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماجانجو، لشبكة CNN أن معظم السجينات البالغ عددهن 165 تعرضن للاغتصاب على يد السجناء الهاربين، قبل أن يلقين حتفهن في الحريق.
وأضاف ماجانجو، نقلًا عن مصدر قضائي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن ما بين 9 و13 سجينة نجين من الحريق، بعد أن تعرضن جميعًا للاغتصاب.
ويوم الثلاثاء، تبيّن أن نحو 2000 جثة لا تزال تنتظر الدفن في غوما، عقب سيطرة مقاتلي حركة 23 مارس على المدينة، عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في 27 يناير.
وقال مسؤول في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المكلفة بحماية المدنيين: “شهدنا فرارًا جماعيًا من السجون، حيث هرب نحو 4000 سجين. وكان من بينهم بضع مئات من النساء، تعرضن جميعًا للاغتصاب، قبل أن يتم إضرام النيران في جناحهن، ما أسفر عن مقتل كل من فيه”.
وحذّر مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذا الأسبوع، من أن العنف الجنسي يُستخدم كسلاح حرب من قبل الجماعات المسلحة المتناحرة في غوما.
وتخضع مدينة غوما، التي يقطنها أكثر من مليون شخص، لسيطرة كاملة من قبل قوات حركة 23 مارس. لكن في تطور غير متوقع، أعلنت الميليشيا، في وقت متأخر من مساء الاثنين، “وقف إطلاق النار” من جانب واحد.
في الوقت ذاته، تتزايد المخاوف من أن رواندا تسعى للاستيلاء على المزيد من الأراضي من جارتها الشاسعة، حيث تتقدم قوات حركة 23 مارس تدريجيًا نحو الجنوب باتجاه مدينة بوكافو، عاصمة مقاطعة كيفو الجنوبية، التي تبعد نحو 190 كيلومترًا عن غوما.
وفي محاولة لتهدئة التوترات، أصدر تحالف سياسي-عسكري يُعرف باسم “تحالف نهر الكونغو”، والذي تنتمي إليه حركة 23 مارس، بيانًا أكد فيه أنه “لا يعتزم السيطرة على بوكافو أو أي مناطق أخرى.”
وإقليم كيفو الشمالي، منطقة تقع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعاصمتها الإدارية مدينة غوما، وتمتد على مساحة 59 ألف كيلومتر مربع. يعود تاريخ الاستيطان البشري فيها إلى أكثر من 20 ألف سنة، وكانت مسرحا لصراعات دامية منذ التسعينيات من القرن الـ20، خاصة بعد تدفق اللاجئين الروانديين مع اندلاع الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وشهد الإقليم حروبا متعاقبة، منها غزو “تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو” المنطقة عام 1996، وتمرد حركة “إم 23″ عام 2012، والتي عادت للقتال عام 2021. وتفاقمت الأزمة عام 2025 مع سيطرة الحركة على مدينة غوما، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف وتصاعد المعاناة الإنسانية.
ويقع إقليم كيفو الشمالي شرق الكونغو الديمقراطية، وتحده من الشرق أوغندا، ومن الجنوب الشرقي رواندا، ومن الجنوب الغربي إقليم مانيما، ومن الجنوب إقليم كيفو الجنوبي.