10:40 م
الجمعة 20 أكتوبر 2023
الإسكندرية – محمد البدري:
لم يكونوا أطفالًا حين وقفوا يزينون وجوههم بألوان علم شقيق، إنما كانوا أبطالًا، والأبطال لا يغلقون أعينهم حين اقتراب الخطر، بل ينتصبون ثابتين رافعين الرأس والهامة، تكفيك نظرتهم فقط، لتعلم أنهم أبناء جيل اليوم في الإسكندرية.
ربما كان مشهد تلوين الوجوه معتادًا في مباريات الكرة، حيث يجلس الشباب لاهين ضاحكين يغلقون عيونهم خشية الفرشاة والألوان، لكن ما حدث اليوم في الإسكندرية كان الرسالة الخفية لأطفال مصريين فتحوا أعينهم صوب أشقاء لهم هناك في بيت المقدس فلسطين الأبية.
كثيرًا ما نال الجيل الجديد اتهامات نابعة من خوف فطري على قلة وعي واندثار قضية العرب، لكن أطفال اليوم خرجوا ليردوا على صاحب التهمة، ويُطمئنوا الخائف على مستقبل هذه الأمة، ويرفعوا صوت طال البحث عن ضوئه لينير الدرب والطريق نحو عدالة منشودة وحرية مفقودة.
من الإسكندرية .. هنا فلسطين.. هتاف الأطفال هز كورنيش عروس البحر المتوسط، ليمر بعواصم العالم، ويصل إلى غزة، بيد حانية تضمد جرح أم ثكلى ترى في عيون هؤلاء الأبطال الصغار روح ابنها بُعثت من جديد، فتطمئن على ثأر طال انتظاره.