06:58 م
الأحد 15 سبتمبر 2024
الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:
تصوير: حازم جودة
مع اقتراب المولد النبوي الشريف كل عام، تملأ شوارع الإسكندرية روح الاحتفالات التي تتجسد في تقليد مميز يتمثل في تقديم “الشربات بالموز” للمارة. هذه العادة المتوارثة تعد جزءًا من احتفالات أهالي المدينة الساحلية بهذه المناسبة الدينية.
احتفال يتجاوز الفوارق الاجتماعية
تتجاوز عادة توزيع الشربات بالموز الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين الأحياء، حيث يشارك فيها الجميع دون تمييز. يكفي تحضير القليل من الشربات المركز وإضافة الموز لتوزيعه على المارة، بغض النظر عن الوضع المادي للمشاركين، في جو مليء بالتآخي والبهجة.
مشاركة بين الأجيال
في منطقة محطة الرمل وسط المدينة، تجمع الشباب لتوزيع الشربات على المارة، سواء كانوا مترجلين أو في سياراتهم. كما يتم توزيع الحلوى على الأطفال، مما يعزز روح المشاركة بين جميع الأعمار، ويديم هذا التقليد عبر الأجيال.
ببساطة تصنع الفرحة
يقول خالد محمود، أحد سكان المنطقة: “ناس بسيطة قررت تنزل الشارع وتعمل اللي تقدر عليه لوجه الله بدون مقابل. الخير دايمًا في مصر الجميلة بناسها الطيبين مهما تغير الزمن والظروف.”
تقليد ذو جذور تاريخية
يعود تقليد توزيع الشربات إلى حوالي 200 عام، عندما كانت الإسكندرية مركزًا للثقافات العربية والأجنبية. يُعتقد أن الاحتفال بالمولد النبوي بدأ في العصر الفاطمي في القرن العاشر الميلادي، بينما كانت الإسكندرية دائمًا تضفي طابعها الخاص على هذه المناسبة.
توزيع الشربات كان جزءًا من الاحتفالات القومية منذ عقود، مثل استقبال الزعيم سعد زغلول بعد عودته من المنفى. وقد يُعتقد أن هذه العادة نشأت بتأثير الجاليات الأجنبية التي عاشت في المدينة، ما جعل الإسكندرانية يطورون أسلوبًا مميزًا للاحتفال بمناسباتهم الدينية والوطنية.