10:27 م
الثلاثاء 18 فبراير 2025
وكالات
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، اليوم الثلاثاء، إن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة مبتكر وسيحل الصراع المتواصل في القطاع.
وأكدت ليفيت، أن واشنطن تنتظر من شركائها العرب خطتهم لعرضها على الرئيس ترامب.
وتعد مصر حاليا خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين منه، تمهيدا لتقديمها للقمة العربية الخماسية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض. تأتي الخطة المصرية كخطوة مضادة لتلك التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتضمن تهجير سكان القطاع الفلسطيني إلى الدول العربية المجاورة بزعم إعادة الإعمار وتحويلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط.
ووفق ما رُشِح حتى الآن ترتكز الخطة المصرية على شقين، الأول هو إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء الفلسطينيين فيه، والثاني عدم وجود حركة حماس في حكم غزة.
وأفاد مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، السبت، لقناة “القاهرة الإخبارية”، بأن هناك اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره، مشيرًا إلى أن حماس أكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة.
ومن جانبها، أعلنت حركة حماس أنها لا تشترط أن تكون جزءًا من إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكدة أن الأولوية الآن هي إعادة إعمار القطاع وتحقيق الوحدة الوطنية.
وبخصوص إعادة الإعمار، ترتكز الخطة المصرية وفق ما رُشِح على إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء السكان في أراضيهم خلال تلك المرحلة، من خلال تقسيم القطاع إلى 3 مناطق إنسانية، يكون لكلٍ منها مخيم كبير يقيم فيه السكان مع توفير سبل الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وغيرهما، كما سيتم إدخال آلاف المنازل المتنقلة والخيام التي تشبه المنازل إلى مناطق آمنة للإقامة لمدة ستة أشهر بالتوازى مع رفع الركام الناتج عن الحرب خلال المدة ذاتها.
وكشفت مصادر لقناة “العربية/ الحدث”، الخميس الماضي، بعض التفاصيل المتعلقة بخطة مصر لإعمار قطاع غزة، حيث قالت إن الخطة المصرية تتضمن رفع الركام من بعض مناطق قطاع غزة في أول 6 أشهر ونشر مستشفيات ومدارس متحركة بها.
وأضافت المصادر أن مصر تخطط أيضًا لجلب 24 شركة عالمية و 18 مكتبًا استشاريًا لإنجاز مشروعات قطاع غزة بدعم عربي وأوروبي.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، أن مصر تعد “خطة متكاملة” بهدف إعادة إعمار قطاع غزة، “لا تتضمن تهجير سكانه”، وذلك خلال لقاء جمعه برئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، اليوم بالقاهرة.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، إن اللقاء تناول مناقشة سبل استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلًا عن استعراض الجهود المصرية الرامية إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل عملية تبادل الأسرى وتيسير دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن الرئيس السيسي شدد خلال اللقاء على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية لضمان المحافظة على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن استمرار الصراع وتوسيع نطاقه سيضر بكافة الأطراف دون استثناء، وأن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، يمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم.
وخلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، شدد على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري مع عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدًا ضرورة وقف الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأوضح الشناوي، أن الاتصال بين الرئيسين ركز بشكل كبير على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وأكدا الرئيسان على وحدة الموقفين المصري والأردني، بما في ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومواصلة إطلاق سراح الأسرى وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني في إطار المساعي الرامية لإنهاء المعاناة الإنسانية.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي خلال لقائه نظيره الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، مساء الخميس الماضي، أن مصر عازمة على تقديم “التصور الشامل لإعادة إعمار غزة”، مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، مشددًا على أهمية البدء فى عملية التعافي المبكر.
ومن المتوقع أن تتضمن المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس المكون من 3 مراحل، إعادة جميع جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقية وبدء إعادة إعمار قطاع غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قدم خطة لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، الأمر الذي رفضته البلدين بشكل قاطع، كما هدد القاهرة وعمّان بإمكانية قطع المساعدات عنهما. مؤكدًا عزمه على شراء غزة وامتلاكها وتحويلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، المقترح الذي أثار ردود فعل عربية ودولية رافضة.
وفي أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجومًا واسعًا على قطاع غزة استمر لنحو 15 شهرًا وأسفر عن تدمير القطاع بشكل شبه كامل و استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني، لتنتهي تلك الحرب بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.