04:10 م
الإثنين 09 أكتوبر 2023
كتبت- هبة خميس:
باتت وجبة الإفطار الصباحية، لكثير من الطلاب، عبئا على الأسر المصرية، وأصبح لها ميزانية خاصة مقتطعة من مصاريف البيت، بعد ارتفاع كبير في الأسعار، تنبئ عنه نسب مستوى التضخم التي وصلت إلى أرقام غير مسبوقة، وبعد أيام من عودة الدراسة تباينت ردود فعل أمهات حول إعداد “اللانش بوكس”.
قبل نزول أطفالها بدقائق تستعد “إيمان الشعراوي” الأم الأربعينية لتجهيز”اللانش بوكس” الخاص بهم، لا تقتصر التحضيرات على تلك الدقائق فقط، لكنها تمتد لتشمل بداية نزول الراتب، واقتطاع جزء منه.
في العام الماضي، وقبل زيادة الأسعار بشكل كبير، لم يكن الأمر مقلقا إلى ذلك الحد، لكن ومع الارتفاع الكبير، والوقت الذي يقضيه أطفال إيمان في المدرسة، فإن وجبة الصباح، وما يليها من شطائر ومأكولات معهم على مدار اليوم، باتت أكثر عبئا ” على سبيل المثال كانت علبة اللبن الصغيرة بـ5 جنيه، الأسعار كلها تضاعفت ثلاث مرات، وده على كل محتويات اللانش بوكس”.
تركز إيمان التي تعمل منذ 23 عاما، كمسؤولة موارد بشرية، في إحدى الجهات، على أن يكون الأكل الذي تضعه مغذيا، فتضع الخضار مثل الفلفل الملون والخيار، والشطائر وثمرة فاكهة مثل التفاح. كان دخلها قديما يسمح لها بشراء الرفاهيات مثل المكسرات والأجبان المستوردة والشيكولاتة، لكن الآن صار الوضع صعبا يسمح بالكاد بالأساسيات مثل البيض والجبن واللبن.
لدى إيمان ولدين يبلغ عمر أكبرهما 11 عاما والآخر 7 أعوام، ويحصل الكبير على مصروف شخصي قصرته والدته على أيام التمرين الرياضي الذي يذهب له بجانب المدرسة “اللبن والبيض بقوا ميزانية كبيرة لوحدهم مقدرش ألغيهم من اللانش بوكس، وبدلت الفاكهة اللي كانت تفاح مستورد لتفاح بلدي أو كمثرى وخضار معاهم واستغنيت تماما عن علبة اللبن الصغيرة وبدل التوست استخدمت العيش المدعم”. ولم يشتك صغار إيمان من تغيير محتويات “اللانش بوكس” فهم بدورهم يلاحظون تغير الأسعار من وقت لآخر.
طوال سنوات ظلت “أكوم عاطف” الأم الثلاثينية لطفلين تعتمد على الأساسيات وكثير من الرفاهيات لتحضير “اللانش بوكس” الخاص بأولادها، بحكم عملها كمدرسة في مدرسة دولية، لكن بسبب زيادات الأسعار الأخيرة اضطرت الأم لإلغاء بند الرفاهيات من ميزانية تحضير اللانش بوكس “كنت بشتري سلمون مدخن وأنواع خضار مستوردة وفاكهة وأجبان مع التوست، لكن الحقيقة كل ده لغيته تماما بسبب زيادة الأسعار الغير منطقية”.
احتفظت الأم بالأساسيات مثل الجبن والبيض والفاكهة مع الحفاظ على علبة العصير الصغيرة أو اللبن واستبدال “التوست” بالخبزلأن سعره أصبح مبالغا فيه وحجمه أصغر ولا يكفي يومين بحسب الأم.
من وجهة نظرها وبحكم عملها في التدريس تعرف أكوم، أن الأولاد يقارنون محتويات “اللانش بوكس” ببعضهم البعض، ولا يميلون للاختيارات الصحية، لكنها تحرص على أن يتلقى أولادها الطعام المفيد لهما دون تقصير منها. فيما يشتكي ابنها من ارتفاع أسعار المنتجات في “كافتيريا” المدرسة، ويعلق على الأسعار رغم صغر سنه (10 سنوات).
“من البنود اللي لغيتها الكفتة والبانيه، لأن زيادة أسعار اللحمة والفراخ بقت كبيرة جدا وبطلت أعملهم مخصوص لسندوتشات المدرسة وشايفة إن اولادي بياخدوا غداهم من الأكل اللي بحطه واللي هو أصح من الاختيارات دي” لكنها كسرا للملل، تقوم بإعداد “البيتزا والكيك” في المنزل قبل وضعها في “لانش بوكس” أولادها.
لا تتذكر شاهيناز عبد الفتاح تكلفة تجهيز “اللانش بوكس” العام الماضي، لكنها تنفق الآن أكثر من 2000 جنيه في الأسبوع، لتغطية احتياجات وجبات الصباح لأولادها، رغم أنها استغنت عن أشياء عدة خلال الفترة الماضية “بحط سندوتشات أو مخبوزات بخبزها فيها أجبان أو عجوة أوقات ومعاهم صنف خضار وصنف فاكهة، وده مكلف جداًحاليا لأن دي الأساسيات بتاعة أي طفل بيفضل يوم دراسي كامل في المدرسة”.
تجد شاهيناز أن كثيرا من الأمهات من حولها تخلوا عن وجود الفاكهة بسبب ارتفاع سعرها، وأن بعضهن صرن يعتمدن على منتجات أقل جودة، لرخص أسعارها مقارنة بأخرى “صعب أمنع منع تام حاجات كتيرة اتعودنا عليها تحت بند الرفاهيات، أوقات أشتري حلويات مثلا كل فترة لكن حتى العصاير بطلت أعملها لأنها بتستهلك سكر كتير، وبفضل إنهم ياكوا الفاكهة زي ما هي”.
يعلم أولاد “شاهيناز” الكثير عن أزمة غلاء الأسعار بحكم كبر سنهم وتعاملهم مع “السوبر ماركت وكافتيريا المدرسة” ويجدون أن الحلويات التي يحبونها مثل الشيكولاتة تضاعف سعرها أكثر من مرة “حتى على مستوى الملابس كنا متعودين نشتري براندات معينة لكن حاليا صعب طبعا ،واتجهنا للملابس المحلية عشان أوفر”.