12:12 م
الأحد 17 سبتمبر 2023
لندن – (بي بي سي)
بحثت صحيفة فايننشال تايمز في أسباب كارثة فيضانات ليبيا وهبوب العاصفة دانيال بهذه القوة، وقالت إن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة المحيطات وراء وقوع الكارثة.
ونقل التقرير، الذي أعده مارثا موير وستيفن برنارد وكريس كامبل، عن علماء في المناخ قولهم إن الفيضانات الكارثية في ليبيا بسبب العاصفة دانيال نتجت عن إعصار “ميديكين”، وهو شبه إعصار متوسطي، والذي يمكن أن يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأيوني وساحل شمال إفريقيا.
وأودت العاصفة دانيال بحياة الآلاف هذا الأسبوع عندما ضربت ليبيا وأجزاء من اليونان وبلغاريا وتركيا، وتسببت في انهيار السدود في مدينة درنة الساحلية.
وقال الخبراء إن ظاهرة إعصار ميديكن نادرة نسبيا، إذ تحدث مرة إلى ثلاث مرات في السنة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة وعواصف ورياح قوية.
وتنتج هذه الظاهرة عن ارتفاع درجات الحرارة في شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر المتوسط بمقدار 2-3 درجات مئوية عن المعتاد، مما يؤدي إلى عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة.
وشهدت المنطقة أيضا حجب الضغط العالي، مما أدى إلى محاصرة العاصفة فوق اليونان. وعندما تحركت أخيرا، تطورت إلى إعصار ميديكن، وتسببت في هطول كميات هائلة من الأمطار على ليبيا.
تسببت الأمطار الغزيرة التي تراوحت ما بين 150 ملم و 240 ملم في حدوث فيضانات في العديد من المدن، بما في ذلك البيضاء، التي سجلت رقماً قياسياً بلغ 414.1 ملم خلال 24 ساعة.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن درجات حرارة سطح البحر قبالة سواحل ليبيا كانت أعلى من 27.5 درجة مئوية، مما يزيد من خطر العواصف.
وقال كارستن هاوستين، عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ الألمانية: “المياه الدافئة لا تغذي تلك العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضا أكثر شراسة”.
وأضاف هاوستين أن “إمكانية تحول دانيال إلى إعصار ميديكن من المحتمل أن تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، وبالتالي فهو نتيجة تغير المناخ التي تسبب فيها الإنسان أيضا”.
وقال الخبراء إن البنية التحتية في ليبيا تأثرت بشكل واضح بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وحتى لو كان السد يحتوي على قناة تصريف، فإن مستويات المياه كانت مرتفعة للغاية.
وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه كان من الممكن تجنب سقوط كل هذا العدد من الضحايا لو كان لدى ليبيا خدمة أفضل للأرصاد الجوية توفر المعلومات والتحذيرات.
وتم الإعلان عن وفاة ما لا يقل عن 5500 شخص وفقدان 10000 آخرين.
وقال بعض الأكاديميين إنه من السابق لأوانه ربط الحدث بشكل قاطع بتغير المناخ، على الرغم من أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمال وقوع أحداث مناخية متطرفة.
وقالت ليزي كيندون، من جامعة بريستول: “يجب أن نتوقع وقوع أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل المراقبة”.
وأضافت أن العاصفة دانيال توضح نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقع حدوثها بصورة أكبر في المستقبل، ولكن مثل هذه الأحداث يمكن أن تحدث فقط بسبب التقلبات الطبيعية للمناخ، كما حدث في الماضي.”