10:51 ص
الثلاثاء 14 نوفمبر 2023
كتب- محمد نصار:
عقد اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، اجتماعين مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بمقر وزارة التنمية المحلية بالعاصمة الإدارية، بحضور اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، ورئيس هيئة النقل العام بالقاهرة، وعدد من قيادات وزارتي البيئة والتنمية المحلية.
شهد الاجتماع الأول بحضور وزيري التنمية المحلية والبيئة ومحافظ القاهرة، استعراض مستجدات مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية)، حيث تم الإشارة إلى التعاقد مع تحالف استشاري دولي فرنسي مصري، لإعداد الدراسات الاستشارية ومستندات الطرح الخاصة بمواصفات الأتوبيسات الكهربائية وتطوير الجراجات توافقًا مع الجدول الزمني للمشروع.
وقدم الفريق الاستشاري دراسة متعددة المعايير لاختيار الجراجات التي سيتم تنفيذ المشروع بها وذلك من خلال التعاون مع هيئة النقل العام بالقاهرة وفريق جهاز شئون البيئة ووحدة إدارة المشروع، وتم إجراء تحليل متعدد المعايير لجميع العناصر والمحددات والمسارات لكل جراجات الهيئة، والتركيز على الجوانب الفنية والاجتماعية والبيئية، مما يوفر تحليلًا فنيًا وعلميًا دقيق وموضوعي لاختيار أفضل الجراجات.
وأسفرت مراحل الدراسة عن اختيار 9 جراجات مقترحة لتكون مستودعات للحافلات الكهربائية، ومن خلال الزيارات الميدانية ودراسة وتحليل كل الجوانب الفنية والتشغيلية والبيئية والاجتماعية والاستدامة، وتم اختيار أفضل الجراجات لتكون جراجًا مطورًا بصورة متكاملة للحافلات الكهربائية ومنها البساتين والأميرية والمطرية، والاتفاق خلال الاجتماع على استمرار بحث التطوير الكامل لجراجين منهما بعد الانتهاء من المراجعة الأخيرة لعدد من الاشتراطات الخاصة بهذا الشأن بما يحقق أقصى استفادة من المشروع وأعمال التطوير.
كما شهد الاجتماع الثاني، برئاسة اللواء هشام آمنة، والدكتورة ياسمين فؤاد، استعراض الموقف التنفيذي لمنظومة المخلفات البلدية الصلبة بالعاصمة ومتابعة عقود عمل شركتي “ارتقاء” الخدمات المتكاملة وتدوير المخلفات، و«انفيروماستر»، للخدمات البيئة وتدوير المخلفات المكلفتين للقيام بخدمات الجمع والنقل للمخلفات ونظافة الشوارع والمرافق العامة في أحياء المنطقتين الشرقية والغربية بمحافظة القاهرة.
ومن جانبه، أشار اللواء هشام آمنة إلى أهمية مشروع تحسين الهواء بالقاهرة الكبرى في الحفاظ على البيئة وتقليل تلوث الهواء والانبعاثات الضارة بالبيئة والصحة العامة للمواطنين بمحافظات القاهرة الكبرى.
وأضاف وزير التنمية المحلية، أن المشروع يتضمن ملفين مهمين منهما خفض انبعاثات المركبات وأتوبيسات هيئة النقل العام وتحويلها إلى وحدات صديقة للبيئة، بما يواكب توجه الدولة المصرية نحو استخدام الطاقات الجديدة والنظيفة والتوسع في الأتوبيسات الكهربائية بدلًا من استخدام الوقود ، مشيرًا إلى أن الوزارة تعاقدت على شراء 110 أتوبيسات للعمل بالكهرباء لهيئتي النقل العام بالقاهرة والإسكندرية خلال العام الماضي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية قبل استضافة مصر لقمة المناخ بشرم الشيخ.
وأكد اللواء هشام آمنة، حرص الدولة على مواكبة التطور العالمي لوسائل النقل العام التي تعمل ببدائل الوقود والتحول للعمل بالكهرباء، حيث يساهم المشروع في استكمال جهود الحكومة في توفير مركبات أكثر محافظة على البيئة ومحاربة للتلوث ويتماشى مع المعايير البيئية العالمية خاصة فيما يتعلق بالانبعاثات الضارة الناتجة عن الوقود والتحول نحو الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة.
وشدد وزير التنمية المحلية على أهمية تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة لتطوير جراجات هيئة النقل العام بالقاهرة التي سيتم اختيارها بالتعاون والتنسيق مع وزارة البيئة والبنك الدولي، لافتًا إلى أهمية الإسراع في الإجراءات التنفيذية الخاصة بهذا المشروع للبدء في التنفيذ بصورة رسمية على أرض الواقع فيما يخص مشروعات البنية التحتية التي سيتم إجراءها في الجراجات التي سيتم اختيارها للتطوير الكامل والعمل بالكهرباء وتوفير الشواحن اللازمة وشراء 100 أتوبيس جديد بالكهرباء للعمل في منظومة النقل العام بالقاهرة.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، والذي يتم بالتعاون مع البنك الدولي تم البدء في التفاوض بشأنه مع بداية عام 2019 بتكليف من القيادة السياسية لتخفيض مشكلة تلوث هواء بالقاهرة، مشيرة إلى أن الدولة المصرية بكامل أجهزتها وقعت من خلال 7 وزارات على الاتفاق الوزاري متعدد الأطراف لتنفيذ المشروع، ويتم تنفيذ هذا المشروع من خلال شراكة بين عدد من الوزارات منها البيئة والتنمية المحلية والنقل والصحة والسكان، إلى جانب محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية وهيئة النقل العام بالقاهرة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن المشروع يهدف إلى الحد من تلوث الهواء وظواهر تغير المناخ وذلك في إطار جهود الدولة المصرية للحفاظ على صحة المواطنين وموارد الدولة، حيث أطلقت الحكومة المصرية (طبقًا للقرار الجمهوري 111 لسنة 2021 بتاريخ 24 يناير (2021) مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى والممول من البنك الدولي بتكلفة مالية قدرها 200 مليون دولار، وتبلغ مدة المشروع سبع سنوات، وذلك للحد من انبعاث ملوثات الهواء بعدد من القطاعات الأكثر تأثيرًا بالقاهرة الكبرى بما يسهم في الإدارة المثلى وتعزيز القدرة للتصدي لتغير المناخ، ويتمثل النهج العام لهذا المشروع في دعم مجموعة من الإجراءات المؤسسية والاستثمارية التي تعالج المحددات الرئيسية لملوثات الهواء وتغير المناخ.
وأضافت وزيرة البيئة أن المشروع يتضمن 5 مكونات، حيث يختص المكون الأول، تعزيز نظام دعم اتخاذ القرار بشأن نوعية الهواء وتحديث نظم رصد نوعية الهواء وتتولاه وزارة البيئة، والمكون الثاني خاص بدعم تفعيل الخطط الرئيسية لإدارة النفايات الصلبة في القاهرة الكبرى والذي يتم من خلاله إنشاء مجمع متكامل لإدارة المخلفات بمدينة العاشر من رمضان وجارٍ عمليات الطرح والتنفيذ ويتضمن هذا المكون أيضًا جزء الدعم الفني لوحدة المخلفات بوزارة التنمية المحلية، أما المكون الثالث فيتعلق بتخفيض انبعاثات المركبات، ويتضمن 3 أنشطة رئيسية تشمل شراء 100 أتوبيس كهربائى، وخطة إدارة الأتوبيسات من خلال القطاع الخاص، وتطوير عدد من الجراجات والعمل على تطبيق تلك التجربة بمحافظات أخرى، والمكون الرابع فيتعلق بإشراك المعنيين بالأمر والشركاء ورفع الوعي والتواصل، بالإضافة إلى المكون الخامس والخاص بإدارة المشروع والرصد والتقييم.
وأكدت ياسمين فؤاد، أنه تم استعراض الإجراءات الحالية والمستقبلية لتتفيذ المكون الثالث للمشروع، والخاص بتخفيض انبعاثات المركبات من خلال دعم تجربة الأتوبيسات الكهربائية في القطاع العام، حيث يهدف هذا المكون إلى الإسهام في خفض انبعاثات المركبات من خلال تنفيذ مشروع تجريبي لإحلال الأتوبيسات التي تعمل بالوقود الأحفوري (الديزل) وينتج عنها انبعاثات مرتفعة بأخرى تعمل بالطاقة الكهربائية، ويتضمن هذا المشروع التجريبي تطوير عدة جراجات تابعة لهيئة النقل العام بالقاهرة لتلائم تشغيل الأتوبيسات الكهربائية بالتنسيق مع هيئة النقل العام بالقاهرة، ومن المتوقع أن يحقق هذا المشروع التجريبي عند اكتماله خفضًا مقداره 23% من الملوثات وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المسارات المختارة للأتوبيسات الكهربائية.
وفى سياق متصل، أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، ضرورة سرعة تنفيذ المخطط الخاص بعملية المعالجة والتخلص بموقع العاشر من رمضان والمخصص لخدمة محافظتي القاهرة والقليوبية ضمن المكون الخاص بالمخلفات بمشروع البنك الدولي.
كما ناقش الاجتماع الموقف الحالي لخدمات النظافة بمحافظة القاهرة، حيث أشارت وزيرة البيئة إلى ضرورة متابعة الشركات العاملة في المنظومة والتوجيه نحو وضع آليات جديدة لعملية المتابعة السلمية والمستمرة، ورفع كفاءة الخدمة المقدمة بأحياء محافظة القاهرة.
وشدد اللواء هشام آمنة على أن الوزارة تتابع بنود عقود التشغيل لشركتي «ارتقاء» الخدمات المتكاملة وتدوير المخلفات، و«انفيروماستر»، للخدمات البيئة مع محافظة القاهرة فيما يخص الالتزام بعمليات الجمع السكني وكنس وغسيل الشوارع ، مشيرًا إلى حرص الوزارة على التعاون مع وزارة البيئة ومحافظة القاهرة لتحقيق أقصى استفادة للدولة من العقود الموقعة بين الحكومة والشركتين ورضا المواطنين عن مستوى تلك الخدمة خاصة في ظل تقديم الدولة كل التسهيلات اللازمة للشركتين لنجاح عملها خلال الفترة الماضية.
ووجه وزير التنمية المحلية، الوحدة التنفيذية لمنظومة المخلفات الصلبة بالوزارة بالتعاون مع وزارة البيئة بالمرور الدوري والمستمر على أحياء المنطقتين الشرقية والغربية بالقاهرة لمتابعة عمل الشركتين على أرض الواقع بخلاف آليات المتابعة والرقابة التي تقوم بها محافظة القاهرة وإعداد تقرير شهري يتم عرضه عليه.
وأكد اللواء هشام آمنة، الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية لتحسين مستوى النظافة بالعاصمة وسرعة شعور المواطنين بتغيير ملموس في تلك الخدمة بالشارع، في ظل الدعم الذي قدمته الدولة لشركات القطاع الخاص العاملة في المنظومة الجديدة بالقاهرة.
ومن جانبه، أكد اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، أن الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا للتعامل مع التغيرات المناخية في إطار جهودها الرامية إلى الحفاظ على صحة المواطنين وموارد الدولة حيث وضعت الحكومة المصرية إدارة التلوث والتصدي لتغيير المناخ على رأس أجندتها التنموية وهو ما بدا جليًا في إطلاقها استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وإطلاق أول استراتيجية وطنية لتغير المناخ مصر 2050، وكان الإسهام الأكبر لمصر في هذه القضية استضافتها للدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية Cop27.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن مصر تهدف من التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين للحد من الانبعاثات الملوثة للهواء والضارة بالمناخ في نطاق القاهرة وتعزيز الخضرة لمواجهة تلوث الهواء بها عن طريق دعم مجموعة من الإجراءات المؤسسية والاستثمارية التي تعالج المسببات الرئيسية لتلوث المناخ، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة ومنع التلوث، ودمج القطاع غير الرسمي والعمل على تغيير السلوكيات السلبية في مجال المخلفات وتلوث الهواء.
وأضاف محافظ القاهرة، أن المحافظة اتخذت عدة خطوات بالتعاون مع وزارتي البيئة والتنمية المحلية في مجال إدارة المخلفات والتخلص الآمن منها، وكذلك التحويل التدريجي لأتوبيسات النقل العام للعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء بدلًا من السولار للحد من الانبعاثات الضارة للبيئة.