11:31 ص
السبت 20 أبريل 2024
بي بي سي
لا تزال التوترات بين إسرائيل وإيران حديث الساعة ومحور اهتمام المحللين في الصحف العربية والعالمية، ونبدأ جولتنا من صحيفة الجارديان البريطانية، وتقرير بعنوان “الخطوط العريضة لمستقبل مختلف في ضوء حرب الظل بين إيران وإسرائيل”.
في هذا المقال، يحاول جوناثان فريدلاند تقييم مستقبل الشرق الأوسط ما بين التشاؤم والتفاؤل، بعد “تجاوز إيران ما كان في السابق خطاً أحمر بالاستهداف المباشر للأراضي الإسرائيلية للمرة الأولى”، ورد إسرائيل بسلسلة من هجمات الطائرات المُسيرة على الداخل الإيراني، لاسيما القاعدة الجوية.
ويوضح المقال أن مما لا يُبشر بالخير، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل شمل أسلحة تُقدر “بنحو ثلاثة أضعاف عدد المقذوفات التي استهدفت أوكرانيا في أول ليلة من الغزو الروسي في فبراير 2022”.
ومما يثير مخاوف الشرق الأوسط، بحسب فريدلاند، هو أن إعلان سلطات البلدين بأن الأمور تحت السيطرة غير كافٍ لطمأنة المنطقة، لاسيما بالاعتماد على رؤية خبراء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، “الذين يفترض أنهم يتمتعون برؤية واضحة لكل شيء”.
ويوضح فريدلاند أن هؤلاء الخبراء “هم الذين وعدوا بردع حماس قبل السابع من أكتوبر، وهم الذين اعتقدوا أنه لن يكون هناك رد فعل إيراني كبير على اغتيال إسرائيل لقائد كبير في الحرس الثوري الإيراني”.
ويضاف إلى تلك المخاوف رغبة “المتطرفين القوميين” بل و”زعيم المعارضة” في إسرائيل، في رد فوري قوي من ناحية، و”الطموحات الإمبريالية لإيران”، من ناحية أخرى، لاسيما في ظل سيطرتها على وكلائها في المنطقة.
ثم ينتقل التقرير إلى إمكان النظر إلى الأمور بنظرة أكثر تفاؤلاً، من زاوية محاولة الدولتين “حفظ ماء الوجه”، إلى جانب أن إسرائيل كانت محمية من النيران الإيرانية من خلال حلفائها الغربيين ومجموعة من الدول العربية السُنية “التي تخشى إيران، أكثر مما تخشى إسرائيل”.
وهذا يمثل فرصة دبلوماسية هائلة، بحسب مقال الجارديان، قد تمنح إسرائيل “مكاناً مقبولاً في الشرق الأوسط”، شريطة “تقديم إسرائيل للفلسطينيين أفقاً سياسياً يحمل في طياته احتمال قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف”.
ورغم صعوبة تحقق ذلك بعد السابع من أكتوبر، إلا أن هذه الخطوة من شأنها “أن تفتح مستقبلاً جديداً تماماً، يشهد تطويق إيران من قِبَل تحالف دول متحدة في تصميمها على منع طهران من إحداث الفوضى الإقليمية من خلال الميليشيات والأنظمة التي تسيطر عليها”.
ويختتم المقال بأن “الرهان على هذا الأمل في الشرق الأوسط” لن ينجح “من دون إبدال نتنياهو بزعيم جاهز وقادر على اغتنام الفرصة”.