01:34 م
الأربعاء 26 يونيو 2024
لندن – (بي بي سي)
نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالاً للكاتب إيتان نيتشن، بعنوان “يعتقد البعض أن تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر مستحيل، لكنهم مخطئون”.
يبدأ الكاتب بالقول إن إسرائيل تشهد احتجاجات شبه أسبوعية، منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تركز على إطلاق سراح الرهائن والرسائل المناهضة للحكومة. “وحتى وقت قريب، نادرا ما تضمنت دعوات لوقف إطلاق النار في حرب غزة، ولم يتناول سوى عدد قليل من المتظاهرين الأزمة الإنسانية في غزة أو يتطلعون إلى حل سلمي طويل الأمد. ويرى بعض التقدميين أن هذا النقص في الأصوات المناهضة للحرب يعكس موقفاً عسكرياً قومياً متأصلاً في المجتمع الإسرائيلي والمشروع الصهيوني”.
ويتساءل الكاتب: “ولكن هل هذا صحيح؟ هل من المستحيل قيام حركة قوية مناهضة للحرب ومؤيدة للسلام في إسرائيل؟”.
“ورغم أن أغلب الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب ضد حماس مبررة، إلا أن المزيد من الناس يتساءلون عن مدى فعاليتها في القضاء على حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن”.
ويرى الكاتب أن وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر الكامل ينظر إليه من بعض الإسرائيليين الآن على أنه مجرد ذريعة لتبرير تجاوز الخطوط الحمراء، مشيرا إلى تقارير بأنه وحكومته يعرقلون المفاوضات بشأن الرهائن ويركزون على فوائد الاستيطان أكثر من مساعدة النازحين الإسرائيليين.
ويقول: “لقد دفعت هذه الأحداث التي وقعت خلال الأشهر الماضية الليبراليين، الذين لم ينتبهوا من قبل إلى القوة المتزايدة لحركة المستوطنين والفساد داخل الحكومة الإسرائيلية، إلى البدء في ربط النقاط”.
وكتب: “لقد أخبرتني نعمة لزيمي عضو الكنيست عن حزب العمل، أنها شاهدة على حدوث تحول”.
ونقل الكاتب عنها قولها: “يدرك الجمهور الإسرائيلي بشكل متزايد أن المستوطنين واليمين المتطرف هم جزء من المشكلة، وجزء مما أوصلنا إلى 7 أكتوبر. إنهم يؤذون ويعرضون جنودنا ورهائننا ومكانة إسرائيل في العالم للخطر، ويوفرون الوقود لأعدائنا”.
وأضاف: “وعلى الرغم من الصعوبات، فإن تشكيل حركة مناهضة للحرب أمر صعب ولكنه ممكن. ويمكن أن ينشأ من الإحباط من نتنياهو وائتلافه اليميني، إلى جانب المطالب الدولية بحل مستدام”.
ويمكن أيضا أن يُبنى على النشاط المستمر المناهض للحكومة، الذي كان موجودا بالفعل قبل 7 أكتوبر. وتنعكس هذه المشاعر في الشوارع مع أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال الحرب منذ حرب لبنان الأولى- وحتى في بيانات استطلاعات الرأي”.
“لقد واجهت الحركات المناهضة للحرب في إسرائيل دائما معركة شاقة… لكنهم ساهموا أيضاً في تحقيق إنجازات مهمة، مثل التوسط في السلام مع مصر، ووقف حرب لبنان الأولى، وتوقيع اتفاقيات أوسلو، والانسحاب من لبنان”.
“ما الذي يجعل هذه اللحظة مختلفة؟ هناك حركات السلام والمناهضة للاحتلال منذ أمد طويل، وقاعدة أوسع بكثير من المتظاهرين المناهضين للحكومة والمناهضين لليمين، الذين تربطهم العديد من الأهداف المشتركة. لقد توسعت حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة لتشمل فصائل متنوعة، مثل (الكتلة المناهضة للاحتلال)، ومنظمات مثل (نقف معا) و(اليسار المؤمن الدينية)”.
ويقول إن تشكُّل حركة جديدة مناهضة للحرب أمر ممكن، لأن الكثيرين يعتبرونها الأمل الأخير لإسرائيل.
واختتم: “ومن غير المؤكد ما إذا كانت هذه الحركة ستستمر في الحصول على دعم أوسع. ومع ذلك، فللمرة الأولى منذ جيل كامل، يضطر الجمهور الإسرائيلي إلى التفكير في سيناريو “اليوم التالي”، مما يخلق مساحة لخيال سياسي جديد. ومع اشتداد الاحتجاجات والغضب الشعبي، فإن هذا الغضب الجماعي يمكن أن يغذي مستقبلا جديدا قابلا للتحول”.