11:33 ص
الإثنين 26 يونيو 2023
لندن – (بي بي سي)
كتبت صحيفة الجارديان في افتتاحيتها التي عنونتها بـ”وجهة نظر الجارديان حول تمرد بريغوجين: مشاكل بوتين لم تنته بعد”.
ترى الصحيفة أنه على الرغم من توقف تمرد رئيس مجموعة فاجنر، يفغيني برغوجين، الحليف السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن عواقب هذا التمرد سيتردد صداها في روسيا وخارجها.
لقد ألغى يفغيني بريغوجين تقدم قواته باتجاه موسكو يوم السبت الماضي بشكل مفاجئ، كما كان قد بدأ تمرده في اليوم السابق. لكن التمرد المسلح لمجموعة فاجنر، على الرغم من أنه لم يدم طويلا، أضعف فلاديمير بوتين في عيون النخبة والروس العاديين على حد سواء، حسب الصحيفة.
استولى المرتزقة على القيادة العسكرية الجنوبية الروسية في مدينة “روستوف أون دون”، وهي مركز لوجيستي لغزو أوكرانيا قبل أن يتقدموا نحو العاصمة.
واضطُر بوتين إلى التحذير من “تهديد مميت لدولتنا”، وحث عمدة موسكو السكان على البقاء في منازلهم.
وكتبت الصحيفة: “بينما تبدو انتفاضة بريغوجين بمثابة عمل يائس لمنع اندماج جيشه الخاص في القوات النظامية، يتساءل البعض عما إذا كان الصراع الأوسع داخل النخبة يكمن في الخلفية”.
وأصبح رئيس فاجنر أكثر جرأة في انتقاده لوزير الدفاع، سيرغي شويغو، والقائد العام للجيش الروسي، فاليري غيراسيموف.
وعلى الرغم من أنه كانت هناك تكهنات في البداية بأن الرجل ربما يتصرف بموافقة الكرملين، لكن في يوم الجمعة الماضي، هاجم بريغوجين ليس فقط طريقة تنفيذ الحرب في أوكرانيا وإنما سببها المنطقي أيضا، قبل أن يزعم أن القوات الروسية قتلت العشرات من رجاله في هجوم صاروخي، ويطالب بالانتقام من القيادة العسكرية “الشريرة”.
وأضافت الصحيفة: “وبعد يوم واحد – بعد أن اتهمه السيد بوتين بالخيانة – تحدى برغوجين سيده بشكل صريح لأول مرة”.
وتابعت: “كانت غطرسة بريغوجين مذهلة بالفعل. صعوده غير المتوقع من سفاح صغير إلى سفاح على نطاق واسع. يُعتقد أن فاجنر، وهي شبكة من الشركات، أرسلت مرتزقة إلى حوالي 30 دولة”.
كما أنشأ بريغوجين كتائب إلكترونية، ووجهت إليه تهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
زعم بريغوجين أنه تراجع عن تمرده لمنع إراقة الدماء، وهو الأمر الذي أثار الدهشة، بالنظر إلى الفظائع التي اتهمت قوات فاجنر بارتكابها في أوكرانيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى ودول أخرى، حسب الصحيفة.
من المفترض أنه أدرك أنه لا يستطيع حشد الدعم الكافي. لكنه لم يعاقب – حتى الآن – وقيل إنه سيذهب إلى بيلاروسيا التي توسط زعيمها، ألكسندر لوكاشينكو، في التوصل للصفقة التي أنهت التمرد.
وبحسب ما ورد سيتم العفو عن مقاتلي فاجنر الذين دعموا التمرد، بينما اندمج الآخرون في الجيش النظامي كما هو مخطط.
قد يكون تفكك قوات فاجنر مفيدا للهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا، كما يمكن أن يؤدي إلى تشتيت القيادة الروسية. وربما يكون التأثير الأكثر أهمية لهذه الأزمة على الروح المعنوية للقوات الروسية والعلاقات بين النخبة الحاكمة.
واعتبرت الجارديان أن الصفقة وبقاء بريغوجين دون عقاب يرمزان إلى ضعف بوتين.
واختتمت الصحيفة: “بينما يبدو أن تمرد بريغوجين قد انتهى، إلا أن تداعياته بدأت للتو في الظهور”.