04:49 م
الثلاثاء 18 يونيو 2024
تل أبيب – (بي بي سي)
تناولت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أفول نجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد قرار حل مجلس الحرب الذي شكله بنفسه في 11 أكتوبر الماضي وما تلى ذلك من تداعيات على المشهد السياسي في إسرائيل.
وقال ألون بينكاس، كاتب المقال في “الجارديان”: إن قرار حل مجلس الحرب ليس مهماً على الإطلاق، إذ أن الكيان الرسمي دستورياً – والذي لديه سلطة حقيقية هو الحكومة الأمنية. وأوضح أن مجلس الحرب لم يكن سوى “اختراع سياسي ملائم ومؤقت”.
وأضاف: “يبدو حل مجلس الحرب الإسرائيلي تطوراً هاماً في الأحداث، لكنه ليس كذلك” مقارنا حلّه بقرار رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل حل مجلس الحرب في يناير عام 1939 – بعد ثمانية أشهر من انعقاده – قائلاً إنه كان تطوراً هاما في الأحداث لكن ذلك لا يعني أن يكون حل مجلس حرب نتنياهو هو الآخر له نفس الأهمية.
وذكر أن جميع مجالس الحرب البريطانية في تلك الفترة، بما في ذلك مجلس الحرب الذي انعقد عام 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى، كانت لديها سلطات وصلاحيات دستورية وقانونية، مشيراً إلى أن “مجلس الحرب الذي شكله نتنياهو وهو في حالة من الفزع والفوضى والافتقار إلى توجه واضح في فترة ما بعد السابع من أكتوبر الماضي يفتقر إلى السلطات الدستورية”.
وكان الغرض في الأساس من تشكيل مجلس الحرب في إسرائيل هو تسهيل عملية اتخاذ القرار من أجل التعامل بسرعة مناسبة مع المخاوف الأمنية والعسكرية التي طرأت على المشهد منذ هجوم حماس على بلدات إسرائيلية في أكتوبر الماضي، وفقا لبينكاس الذي أشار أيضاً إلى أن الغرض من تشكيل المجلس يتجاوز ذلك أيضاً إلى غلق الأبواب أمام “استهلاك الوقت في الجلبة التي يحدثها عشرات الوزراء أثناء تضخيم الأمور والمبالغة في تناول الأمور فيما يعتقدون أنه تسجيل لمواقفهم للتاريخ وتغذية لجمهورهم المتحمس”.
ورأى الكاتب أيضاً أن هناك غرضاً آخر لتشكيل المجلس يتمثل في علاج النقص الذي تعاني منه الحكومة اليمينية المتشددة منذ ديسمبر 2022، إذ يعاني أعضائها من الافتقار إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع أوقات الحرب، والقدرات اللازمة للتفكير الاستراتيجي، وغيرها من القدرات اللازمة لعملية اتخاذ القرار والتخطيط.
وعلى الرغم من عدم أهمية مجلس حرب نتنياهو، إلا أن حل هذا الكيان غير الرسمي وضع نتنياهو في مأزق بعد أن فقد الشرعية وجزء كبير من المساحة التي كان يناور فيها، وهو ما أفقد الولايات المتحدة الحلفاء السياسيين وكذلك الكيان السياسي الذي كانت تتعامل معه من أجل تسوية الموقف الراهن في غزة، وفقا للغارديان.
وقال الكاتب ألون بينكاس إن “حل مجلس الحرب ربما لن يؤثر على المشهد السياسي في إسرائيل، لكنه سوف يزيد من ضعف نتنياهو سياسياً. فرئيس وزراء إسرائيل لا يعاني فقط من كارثة السابع من أكتوبر ولا من الفشل في إدارة الحرب، لكنه يعاني أيضاً من أنه سوف يضطر إلى مواجهة كل ذلك وحده”.