03:47 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
غزة – (بي بي سي)
ركّزت وسائل الإعلام في تغطيتها للحرب الدائرة في غزة، على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي للمرة الثانية منذ انطلاق النزاع في السابع من أكتوبر الماضي.
وقال جيسون بيرك، مراسل صحيفة الغارديان البريطانية في القدس، إنَّ الهجوم الإسرائيلي على مجمّع الشفاء يظهر تراجع سيطرة إسرائيل على القطاع في حربها التي وصفها بأنّها “أبديّة”.
ويشير بيرك إلى أنّ عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مجمع الشفاء مجدداً، يعني أن مقاتلي حماس لا يزالون ينشطون في مناطق يُفترض أنه تم تطهيرها ورغم ما تكبدوه من خسائر فادحة، وفق الكاتب.
ويضيف أن القتال حول مستشفى الشفاء واقتحامه كان بمثابة لحظة الذروة للمرحلة الأولى من العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على غزة، التي بدأت العام الماضي بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، مبيناً أن جدلا كبيراً رافق العملية فيما إذا كانت حماس قد استخدمت مباني المستشفى وأقبيته كمركز قيادة سري، كما زعمت إسرائيل.
وبالرغم من ذلك، فإنَّ قدرة إسرائيل على اقتحام المستشفى والسيطرة عليه لم يشوبها شك – حينها – وفق الكاتب، إلا أنه يرى بأن عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المجمع الطبي، بعد مرور ثلاثة أشهر، يُعتبر بمثابة اعتراف ضمني بأن هذه السيطرة قد تراجعت.
ويتابع بيرك في تحليله أنه من الواضح وجود نشاط لحماس في أجزاء من شمال غزة كان من المفترض أن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بتطهيرها منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن هنالك ثلاث حقائق حاضرة: الأولى هي أن حماس، ورغم ما تكبدته من خسائر، لا تزال تمتلك العدد الكافي من الرجال المسلحين وأنظمة القيادة الوظيفية الكافية لشن هجمات متفرقة على قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويساعدها في ذلك وجود منظومة الأنفاق.
والحقيقة الثانية – برأي الكاتب – هي أن إسرائيل سرحت معظم جنود الاحتياط لديها ونقلت وحدات نظامية رئيسة إلى حدودها الشمالية أو الضفة الغربية المحتلة، حيث إن المرحلة الحالية من هجومها تركّز على استبدال المواجهات العسكرية البرية ذات الكثافة العددية، بقوات قليلة يقتصر معظمها على ما يسمى بـ “الحصون” على مشارف المراكز السكانية أو في نقاط استراتيجية مثل تقاطعات الطرق.
ويتابع الكاتب أن الثالثة هي “مقت” الحرب للفراغ – مثل الطبيعة -، فيما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو يرفض أن يناقش بجدية أي خطط واقعية للحكم في غزة بعد الحرب، ويبدو أنه راضٍ بالسماح لمساحات واسعة من القطاع بالانزلاق إلى الفوضى في الأسابيع أو الأشهر التي تحقق فيها إسرائيل هدفها المعلن من الحرب، وهو “إنهاء حماس”.
ويشير الكاتب إلى وجود حالة من الركود القاتل في غزة، وأنه من غير المرجح أن يتمكن الإسرائيليون أو حماس من تحقيق أهدافهم النهائية، مهما كانت، في وقت قريب.