09:41 م
الجمعة 24 مايو 2024
كتب – محمد شعبان:
لحظة غضب لم يستطع خلالها مريض نفسي السيطرة على أعصابه، خلاف عابر مع “أم العيال” دفعه لاتخاذ قرار دموي انفرطت معه حبات عقد الأسرة البسيطة فماذا حدث في شقة المنيرة الغربية؟.
منذ فترة ليست بالقصيرة يعاني عامل من وسواس قهري فشلت محاولات علاجه منه لكن أسرته استمرت في مساندته أملا في تعافيه وعبوره عنق الزجاجة إلا أن أيا منهم لم يتوقع ما ستؤول إليه الأمور.
في اليوم المشؤوم نقاش حاد جمع بين الزوجين بينما يلتزم أبنائهما غرفتهم. للوهلة الأولى بدا المشهد متكرر، مشادة وتراشق بالألفاظ سرعان ما ستنتهي باعتذار أحدهما للثاني إلا أنه مع ارتفاع صوت الشجار أيقن الأطفال أنهم أمام نسخة متطورة من خلافات الأبوين.
صراخ متتال تلاه صمت مريب قطعه صوت استغاثة أطفال في عمر الزهور “إلحقونااا ماما اتقتلت” ليتجمع الحيران من كل حدب وصوب ليكتشفوا الطامة الكبرى، جثة ربة منزل -أواخر الأربعينات- مسجاة على أرضية الصالة والدماء تسيل من بطنها إثر طعنة نافذة تلقتها بسكين زوجها.
داخل مكتبه بالطابق العلوي بقسم إمبابة العتيق، يراجع العقيد محمد ربيع مفتش فرقة مباحث إمبابة والمنيرة الغربية ورقة المجهود اليومي لضباطه مع الاطمئنان على تنفيذ تعليمات اللواء محمد الشرقاوي بتحقيق مبدأ الردع للعناصر الخارجة عن القانون لكن صوت جهاز اللاسلكي صرف تركيزه معلنا رحلة جديدة مع عالم الجريمة.
سريعًا جمع مفتش المباحث متعلقاته قاصدًا مسرح الجريمة التي وقعت للتو بالمنيرة الغربية. ترأس قوة أمنية ضمت الرائد مصطفى الدكر رئيس المباحث ومعاونيه لفحص محل الواقعة وتحديد وضبط الجاني.
ما إن تطأ قدماك مدخل العقار وتصعد درجات السُلم تشتم رائحة الموت في كل مكان، صدمة وذهول أصاب السكان لكن مشهد تنخلع له القلوب وقعت عليه أنظار الضباط لدى دخولهم الشقة ورؤية أبناء المجني عليه يحتضنون جسدها للمرة الأخيرة “ماتسيبناش يا ماما”.
دقائق قليلة احتاجها رجال المباحث لكشف ملابسات الواقعة، رواية الأطفال حسمت كل شئ. وجه العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الشمال بانطلاق مأمورية لتطارد المتهم الهارب في الأماكن التي يتردد عليها.
هروب الأب لم يستمر طويلا، سقط في قبضة الشرطة في غضون ساعات ليدلي باعترافات تفصيلية لجريمته ويرشد عن السلاح المستخدم “سكين المطبخ” وأنه مريض نفسي يعاني من وسواس قهري.
مع انتهاء التحقيقات، اصطحبت الشرطة المتهم لتمثيل الجريمة وإيداعه حجز القسم بموجب قرار حبسه احتياط]صا الصادر من النيابة العامة لحين الفصل في مسألة مرضه النفسي من عدمه.